كتبت: إيمان توفيق
لما بيحصلنا مشكلة أو تجربة سلبية في حياتنا، أول حاجة أغلبنا بيفكر فيها، هو إننا بنسأل نفسنا سؤال وهو سؤال ليه، ليه حصل معايا كده، ليه يعملوا معايا كده، ليه أنا مش مكتوبلي أفرح، ليه محدش بيحبني، ليه كل ما أقول إني خلاص هفرح والدنيا بتفتح بابها قدامي ألاقيها بتقفله وبتقفل 100 باب معاه.
الحقيقة إننا ماتعلمناش في المدارس إزاي نفكر نحل مشاكلنا زي مابنفكر نحل مسئلة في مادة الرياضيات، معلموناش إزاي نركز مع أفكارنا ونفسنا زي ما بيقولونا نركز مع المدرس وهو بيشرح، ولا علمونا إزاي نسعى إننا نطور نفسنا زي مابنسعى إننا نجيب مجموع عالي في ثانوية عامة؛ عشان ندخل كلية الطب، معلموناش مهارات التواصل.
وإزاي نختار كلامنا، إزاي نعبر عن مشاعرنا بشكل صحي، ونتعلم ناخد قراراتنا بنفسنا من غير ما حد يأثر علينا، كل اللي كان مهم إننا نحفظ معلومات ونروح نكتبهم في ورقة في امتحان و نسيب كل المعلومات اللي في دماغنا دي جوه اللجنة وما ناخدهاش معانا وإحنا طالعين وتتنسى زي كل حاجة بتتنسى.
محدش فكر ينمي مواهبنا وتفكيرنا الإبداعي ويساعدنا نعرف إحنا إيه حلمنا اللي بجد، بنتمنى إيه، وسؤال نفسك تطلع إيه لما تكبر ده كان مجرد سؤال روتيني بيتسألنا لما كنا صغيرين وكنا بنرد بأنا نفسي أطلع دكتور، محامي، مهندس، مدرس، وكل الوظائف اللي الناس بتحبها وبتقدرها مش اللي إحنا بنحبها وعايزينها فعلا.
زودتها شوية؟ معلش اندمجت شوية في دور الضحية ده؟ بس هل يصح إننا نفضل فيه؟ لسه بتفكر صح!
لو كده فأنا هعذرك؛ لأن دور الضحية دور مريح بيخلينا نرمي مسؤولية أي حاجة بتحصلنا على حاجات خارجية بره عننا، وده بيساعدنا إننا مانحسش بالذنب ولا نلوم نفسنا، فنرمي اللوم على غيرنا واحنا ضحية ونقول هم اللي عملوا، أصل هي اللي قالت، أصل أنا اتربيت كده دي غلطة أهلي، أصل البلد هي اللي كده مابتدعمش المواهب.
طب ماتيجي نبص للحاجات الصعبة اللي حصلت في حياتنا بنظرة تانية مختلفة عن دور الضحية، تعالوا نشوف إيه الحلو اللي أخدناه من كل الوحش اللي حصل، إيه الدروس اللي استفدناها واتعلمنا نعمل إيه بعد كده، ما تيجي نجرب نتحمل مسؤولية غلطاتنا ونبطل نرمي اللوم على الناس والدنيا وكل ماهو خارجنا إحنا.
المشكلة اللي حصلتلك دي كانت صعبة أكيد بس بردو كان ليها جوانب حلوة قد تكون المشكلة دي خلتك تكسب أصحاب جداد مثلا، أو اتعلمت تقدر نفسك وتحترمها أكتر، أو اتعلمت تتأنى في قراراتك بعد كده وماتتسرعش فيها، و قد تكون عرفت نقط ضعفك وبقيت بتحاول تشتغل عليها وتقويها، أو عرفت قيمة حاجات كتير في حياتك ماكنتش عارفها، قد تكون بردو اتعلمت تتمسك أكتر بالناس، أو اتعلمت تقعد مع نفسك وتعيد حساباتك عشان تصلح مايمكن إصلاحه، قد تكون استوعبت قيمة علاقات كانت موجوده في حياتك وانتهت فتفكر ترجعها تاني وترجع الأشخاص الكويسين لحياتك تاني.
المشكلة درس
تعالوا نبص على المشكلة علي إنها درس نتعلم منه، فرصة بتخلينا نتطور ونتغير للأحسن ونفهم حاجات أكتر، لازم نتحرك ونتحدى الظروف، ندور على أهدافنا ونسعي ليها، نشوف إيه اللي عايزين نطوره في نفسنا ونطوره، لو أهلنا غلطوا في تربيتنا في حاجة نحاول إحنا نصلحها بالتطوير الذاتي والدعاء إن ربنا يعيننا، علينا إننا نسعي وبس ومانشغلش بالنا بالنتيجة لأنها كده كده هتكون في صالحنا، ربنا مش بيضيع سعي ولا تعب لحد.
لازم نعرف إن كل حاجة حصلت فهي حصلت عشان تقوينا وتكبرنا وتعلمنا حاجة، مفيش حاجة حصلت عبثًا كده، و بدل مانقعد نلوم في الظروف والأشخاص، أو نلوم نفسنا، نتعلم من التجارب اللي حصلتلنا، طول ما إحنا بنفتح في الماضي ونتكلم فيه، طول ماهو هيفضل يعطلنا ويأثر على مستقبلنا فمن النهارده قرر وأنت قاصد إنك تنهي تأثير الماضي بإنك تجيب حكايات الماضي و خليك قاصد تفتحها وواجهها و شوف إيه اللي المفروض تتعلمه منها وخد الدروس.
وبعد كده ارمي الماضي بمشاعره السلبية ورا ضهرك للأبد خلاص ماتجيبهاش تاني للحاضر والمستقبل وماتلومش نفسك على حاجة؛ لأن أنت دلوقتي بخبرة وتفكير مختلفين عن زمان وفي النهاية عدم لوم الناس أو الظروف مش معناها تلوم نفسك بس اتحمل مسؤولية حياتك وتعديل الحاجات اللي عايزة تتعدل.