كتبت: إيمان توفيق
أحيانًا بتكون بتقلب في موقع من مواقع السوشيال ميديا، فتلاقي جملة جت قدامك في بوست أو في صورة، بتلاقي نفسك ركزت معاها أوي، بتحس إنها رسالة من ربنا ليك أنت بالذات، بتقعد تعيد وتزيد في قراءتها وبتحس إن فيه حاجة اتغيرت جواك، فيه لمبه نورت في عقلك، وده اللي حصل معايا لما قرأت حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام اللي بيقول.
من ساعة ماجينا الدنيا وعرفنا نتكلم واحنا بنتكلم، بنعبر عن نفسنا، أحلامنا، طموحاتنا، بنجادل عشان نثبت رأينا، بنجادل عشان نقنع الآخرين بقراراتنا واختياراتنا ونأكدلهم إنها صح، بنعبر عن مشاعرنا وغضبنا وحبنا وسعادتنا وآلامنا.
بس تفتكر كام مره قولت كلمة وندمت بعد ماقولتها واتمنيت إنه ياريت لو تقدر ترجعها، بتقول كلمة وبتتفاجئ إنها اتفهمت غلط، اتحورت، اتنقلت، حد اتريق عليها، اتحكم عليك بسببها، حد انتقدك واستهزأ بيك بسببها وهي كل الحكاية مجرد كلمة طلعت.
الكلمة لما بتطلع منك بيسجلها الملكين اللي قاعدين على أكتافك سواء كانت كلمة حلوة أو وحشة وبتتحاسب عليها والحساب على كلامك مابيكونش كده بس، لا أنت بتتحاسب على كل كلمة بتقولها من كل الناس اللي بيسمعوها.
أهمية الصمت
بس تعالي نسيب الكلام شوية ونركز في فايدة الصمت وأهميته، فيه أوقات زي أوقات المشاكل دي ماينفعش تتكلم فيها؛ لأن العلم بيقول إننا لما نكون في وسط المشكلة عقلنا الواعي بينام مابنعرفش نفكر تفكير منطقي؛ لأن عواطفنا بتكون مسيطرة على عقولنا وبنحتاج تلت ساعة علي الأقل عشان نهدا ونعرف نفكر صح تاني، فأي كلمة ساعتها هتتقال مش هتبقى محسوبة ولا مدروسة، هتكون كلمات مندفعة في ساعة غضب مليانة مشاعر سلبية.
وبعد ما تفوق من الغضب ده وترجع تفكر بعقلك المنطقي، هتكتشف إنك قولت كلام مكانش ينفع يتقال وهتندم عليه ندم هيكون ألمه صعب جدًا عن الألم اللي كنت هتحس بيه لو كنت سكتت لأنك هتكتشف إنك جرحت أقرب الناس ليك ف هنا في المواقف اللي زي دي بيكون الصمت نجاه.
في مواقف تانيه زي إنك قاعد مع ناس و كل كلامهم غيبة ونميمة وأنت قدامك اختيارين يا تدخل في الكلام عشان تبقى مندمج واجتماعي، يا تسكت وساعتها ممكن يقولوا عليك انطوائي ومع نفسك، الحقيقة الصمت هنا بردو بيكون نجاه؛ لأنه بيجنبك الوقوع في الغيبة وبتاخد ثواب كمان، ويا سلام بقا لو طلبت من الناس دي يبطلوا يتكلموا على غيرهم، كده تبقى أخدت اضعاف الثواب اللي هتاخده لو كنت سكت.
وربنا ساعتها ممكن يسخر ليك ناس ترد غيبتك لما حد يتكلم عليك من وراك، وخليك عارف إن مهما الناس اللي مش عايز تدخل معاهم في غيبة دول قالوا عليك انطوائي أو عامل فيها ملاك أو انتقدوك بأي شكل لمجرد إنك مش راضي تشترك معاهم في الغيبة، فهم من جواهم هيكونوا بيحترموك وهيكونوا متطمنين إنك مش هتتكلم عليهم من وراهم.
الصمت نجاه
من المواقف بردو اللي بيكون الصمت نجاه فيها، إن لو فيه ناس حواليك بيتكلموا في موضوع مش بتحب تتكلم فيه، أو مش فاهم فيه أوي زي مجالات السياسة والاقتصاد ساعتها ماتقولش حاجة، اسكت وماتقولش أي كلام وخلاص؛ لأن ساعتها هيقولوا ياريته كان سكت ده ماضافش أي حاجة لما اتكلم.
لما حد يهينك، بيكون الصمت نجاه ساعتها بردو ولأن أخد الحق حرفة، لو اتكلمت ساعتها هتغلط في الشخص اللي أهانك وهيبقى هو اللي ليه حق عندك، جرب تسكت في اللحظة دي لحد ما تفكر كويس هترد تقول إيه وبعد كده رد، جرب تسمع أكتر ما بتتكلم، خلي كلامك قليل وموزون، هزر وأضحك طبعا بس من غير تريقة أو تنمر على حد، اتكلم بس في المواضيع المهمة اللي تستاهل الكلام وأبعد قدر الإمكان عن الكلام اللي بيهدر الطاقة ومالوش فايدة.
ماتجاهدش عشان تثبت رأيك، مش لازم تثبته لحد أصلا لو لقيت حد هيجادلك عشان يثبت رأيه، اسكت مش لازم توافقه طالما مش موافق بس بردو ماتهدرش طاقتك في إثبات حاجة لحد مش هيقتنع بيها، ماتجاهدش عشان تبرر قراراتك؛ عشان دي حياتك ومحدش ينفع يتدخل فيها، والقرار اللي أنت بتاخده سواء كان قرار غلط أو صح، فأنت اللي بتتحمل نتيجته لوحدك مش أي حد تاني غيرك، فكر كويس أوي قبل ماتقول أي كلمة؛ عشان تتجنب الندم.
خليك حريص إن أي كلام تقوله لحد يكون كلام طيب وجميل يسيب أثر حلو في نفوس الناس، إحنا مش ملايكة، أحيانًا بنغلط وبنقول كلام صعب وبنخرج عن شعورنا، لو ده حصل يبقى لازم نعتذر ونراضي الشخص اللي أذيناه بالكلام.
ونحاول أكتر بعد كده إننا ناخد بالنا مانجرحش حد ولو هنعبر عن مشاعرنا نعبر بكلام كويس ونركز إننا نتكلم على التصرف أو الحاجة اللي ضايقتنا مش نلوم الشخص نفسه؛ عشان ساعتها ده هيكون هجوم وإتهام مش عتاب.