كتب: عطية أحمد
في الجاهلية كان إذا رُزق أحدهم بأنثى يخشى مقالة الناس فيه كأنه ارتكب ذنبًا شنيعًا ويخشى أن سيبه أحد أو يلعنه، فلا سبيل له إلا أن يدسها في التراب، كنا نتعجب كيف يدفن الرجل ابنته التي هي فلذة كبده! حتى إذا جاء الإسلام وكرَّم المرأة وأعطى لها الحق في كل أمور الحياة، بل جعلها هي أساس الحياة، بل زاد كرمَها حتى جعلها سببًا في دخول الجنة.
وبدأت ظاهرة الوأد تعود من جديد في هذه الآونة، وقد بدأت برمي الطيور زعمًا بأن تكاليف تربيتها أصبحت غالية ولا طاقة للمربي على ذلك، فمنهم من قام بعدمهم ومنهم من قام برميهم في النهر وتعددت الطرق والوسائل التي كلها تؤدي إلى نفس النتيجة، تؤدي إلى الوأد.
الوأد اليوم يكون في الطيور وغدًا سيكون في الأبناء إذا لم نرجع إلى دين الله، نحن في غفلة من أمرنا أيها الناس، أصبحنا مبتعدين كل البعد عن منهج الله، وكل يوم نبعد أكثر من الذي قبله، تناسينا قول نبينا الكريم في خطبة الوداع حين وقف على جبل عرفات.
وها نحن قد تركنا الكتاب والسنة، تركنا الكتاب حتى أغشاه التراب، أين نحن من كلام الله؟ أين نحن من كتاب الله؟
علينا العودة إلى ربنا حتى يكشف عنا العذاب، حتى ينكشف العذاب عنا علينا أولًا بتغيير أنفسنا.