كتبت أسماء سالم
تخيل كدا.. ربنا يحاسبك على أفكارك، مجرد أفكار بتدور في عقلك فتلاقي نفسك بتأخذ ذنوب؟ طب دا ممكن يحصل فعلاً؟.. أيوا بيحصل زي ما حصل مع أصحاب الجنة.
من هم أصحاب الجنة؟
أصحاب الجنة هم كهل كبير و أبنائه كانوا يعيشون في مدينة تسمى ضروان و تبعد حوالي ٦ أميال من صنعاء و يقال إن القصة وقعت في مكة، وقد ورد ذكر أصحاب الجنة في القرآن الكريم في سورة القلم من الآية ١٧ حتى الآية ٣٢ حيث قال الله تعالى
ما ورد في القصة
تحكي القصة أن شيخ صالح كان يملك بستان كبير به مختلف الثمار و الفواكه، كان ذاك الشيخ في كل عام عند وقت الحصاد لا يدخل من ثمار تلك البستان شيئاً إلى بيته حتى يعطي للفقراء و المحتاجين و المساكين كما أمره الله تعالى واستمر الأمر هكذا إلى أن جاء أجل الشيخ الصالح و توفاه الله و ورثه أبنائه وهنا بدأ الشيطان في عمله فتمكن من الأبناء ومن عقولهم و جعلهم يخالفون أمر الله تعالى بإخراج الصدقات و إطعام الفقراء و المحتاجين، حيث جاء وقت الحصاد من كل عام و اجتمع الأبناء و قرروا أن لن يكون للفقراء و المساكين نصيب مما يحصدوا و أن أباهم كان أحمق حينما كان يفرط في كل هذا الخير ويعطيه للآخرين ومن بين أبنائه لم يوافق الاخ الأوسط على ما ينوون.
اتفق الأبناء الذي يقال أن عددهم كان خمسة و اقسموا ألا يخرجوا من محصولهم شيئ ولو بسيط للفقراء أو المحتاجين أو المساكين حتى أنهم لم يقدموا المشيئة في قولهم.
عقاب أصحاب الجنة على سوء نواياهم.
يقول الله
أي أنزل الله على بستانهم عذابه ليلاً وهم نائمون فأتلف محصولهم و أبده إلى أن أصبح كسواد الليل، ولما أتى الصباح و انطلقوا إلى ما ينوون على فعله وهم يكررون ما اتفقوا عليه ليلاً كانت الصدمة حينما رأوا ما قد نزل على حرثهم فكذبوا ذلك واعتقدوا أنهم أخطأوا مكان بستانهم ولما تأكدوا منه أدركوا أن ذلك ماهو إلا عقاب من الله لهم و لسوء نواياهم فندموا على فعلتهم و علموا أنهم تجاوزوا الحد مع الله و حق عباده الذي أقره الله عليهم و رجعوا عن فعلتهم و نواياهم ولكن بعد أن نفذ أمر الله فتركوا أمرهم لله عز وجل و دعوه أن يغفر لهم و أن يبدلهم خيراً من ذلك.
السؤال هنا هل يعاقبنا الله على ما نحدث أنفسنا به سراً؟
من رحمة ربنا بنا و لطفه علينا أنه عز وجل لا يحاسب على ما يدور في خواطرنا ما لم نعقد العزم على فعله أو نتكلم به و ذلك استناداً على ما ذكر عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال،
فهناك فرق بين ما يدور داخل النفس و لم ينوِ الإنسان على فعله و بين ما يدور بداخل النفس و النية معقودة على فعله، فالأول فكر في الشئ ولكنه تدارك نفسه و تركه لله تعالى.
وهنا نفهم أن أصحاب الجنة عقدوا النية و عزموا على فعلهم بل ولما أتى الصباح كرروا ما اتفقوا عليه ليلاً و تكلموا فيه فلم يكن هناك أي نية للرجوع عن فعلهم فعقابهم الله على ذلك.
وقد ورد حديث آخر في هذا الشأن عن ابن عباس
ومن هنا ندرك رحمة الله بعباده و بعقولنا وما يدور بها من أفكار وما تحدثنا به أنفسنا وأن كل ما يدور في الخاطر و تحدث به النفس ما هو إلا وسوسة من الشيطان علينا الاستعاذة بالله العظيم منها.