بقلم إيمان عبد المقصود
نظرية المسمار الصغير هي نظرية حياتية تحدث مع الكثير منا كفكرة عامة وسُميت "بنظرية المسمار الصغير" لأن لها أصل وقصة ما سأذكرها لكم.
يُحكى أن تاجرًا أسرج حصانه ليذهب إلى المدينة ليبيع بضاعته وقبل أن يركب نظر إلى حدوات الحصان فوجد أن إحداها بها مسمار يحتاج إلى تثبيت ولكنه تكاسل عن تثبيت المسمار، وبعد ميل من السير وجد أن المسمار قد سقط فقال في نفسه: "مسمار واحد لا يهم هناك ثلاثة مسامير ثابتة"، وفي منتصف الطريق سقط المسمار الثاني.
وبعد فترة بسيطة سقط المسمار الثالث فاضطر لفك المسمار الرابع والأخير بنفسه حتى يستطيع الحصان أن يكمل السير وأخيرًا سقطت حدوة الحصان، فقال التاجر: "لا بأس يستطيع الحصان السير بثلاث حدوات"، وعندما وصل إلى الطريق الوعر جُرحت قدم الحصان فأصبح يعرج ومن ثَمّ توقف عن السير وقد أنهكه التعب، فما لبث أن ظهر لهم لصوص ولأن الحصان أصبح لا يقدر على السير فقد سلبو الحصان وكل ما كان معه من المتاع وقد رجع إلى بيته مشيًا على الأقدام مسلوبًا كئيبًا وهو يقول: "بسبب تهاوني في تثبيت المسمار الأول وإصلاح حدوة الحصان خسرت حصاني وبضاعتي."
وأحل بالتاجر الندم الذي يأتي في نهاية كل قصة تبدأ بالإهمال حتى ولو كان أمر بسيط، فهذه القصة وردت في حياة الكثير مِنا بطريقة مختلفة، ولكنها في النهاية تدل على نفس المغزى؛ وهذا لنتعلم فيما بعد بأن الإهمال يؤدي إلى كارثة تدفعنا فقط للندم.