كتبت إيمان عبد المقصود
القرآن الكريم كتاب لا يوجد فيه عبث ولا فوضى هو كتاب الله عز وجل وهذه التسمية تكفي، فلم يقتصر القرآن على الإعجاز اللغوي والقصصي وأحكام الشريعة فقط، ولكن هناك إعجاز رقمي وُجِد له مجالاً للبحث والتأمل ومليء بالعجائب والمفاجآت.
إن لغة الأرقام ليست هدف بحد ذاتها بل هي وسيلة لرؤية عجائب القرآن في عصرنا هذا وليكون دليل أيضاً على من يشككون في القرآن الكريم.
وذات يوم توقف أحد الباحثين في ذلك عن قول الله تعالى
وبدأت الأسئلة تدور في عقله وأهمهم سؤال ما هو السر في القرآن الذي يجعل الإتيان بمثله مستحيلاً..؟ ومن هنا بدأ التأمل في لغة الأرقام القرآنية، وسأوضح لكم بعض الإعجازات الرقمية التي اكتشفها عبد الدائم الكحيل.
الإعجاز الرقمي في القرآن:
فقد ناقشه مُلحد ذات مرة معترضاً على "سورة الكهف" في الآية
أنه قرأ على مواقع احد المُلحدين هل يُعقل أن أُناس ينامون ثلاث مائة وتسع سنوات ثم يستيقظون؟، وهنا بدأ التأمل والتدبر في هذه الآية الكريمة فوجد أن القصة تبدأ بجملة "لَبِثُوا" وتنتهي أيضاً بنفس الكلمة، فقام بِعَد الكلمات من بداية جملة "لَبِثُوا" حتى كلمة "لَبِثُوا" في نهاية القصة ليجد أن عدد الكلمات 309 كلمة.
والمعجزة أيضاً أن كلمة "مِائَةٍ" في هذه الآية تقابل الرقم 300 وأن كلمة "ثلاث" تقابل الرقم 299، فسبحان من ألهمه لمثل هذا الاكتشاف، وقام عبد الدائم الكحيل بنشر هذا البحث فكان سبباً لرجوع المُلحد إلى طريق الحق.
كما قال أن راسله أحد المُلحدين معترضاً على قوله تعالى
إن سيدنا عيسى (عليه السلام) خُلق بغير أب ، وسيدنا آدم (عليه السلام) خُلق بدون أب وأم وكلاهما خُلق بمعجزة، فلفتت انتباهه هذه الآية وقال لابد أن تكون فيها معجزة وأخذ يتأمل، فهل هناك تماثل في الأرقام؟
فقام بِعَد اسم سيدنا آدم (عليه السلام) في القرآن الكريم فكان عدد مرات ذِكر سيدنا آدم (عليه السلام) 25 مرة، وفعل بالمثل على اسم سيدنا عيسى (عليه السلام) ليجد عدد الذِكر 25 مرة وهذا أول تماثل رقمي، وأخذ يتأمل بعمق شديد وجاء بتماثل آخر وهو أن هذه الآية تكون رقم سبعة في تِعداد ذكر اسم سيدنا آدم (عليه السلام)، وأن نفس الآية تكون رقم سبعة في تِعداد ذكر اسم سيدنا عيسى (عليه السلام)، والسؤال هنا لماذا جاءت هذه الآية بالرقم سبعة؟ هل هي مصادفة؟
فوجد أن عدد الأحرف "مَثَلَ عِيسَىٰ" سبعة أحرف، وعدد الأحرف "عِندَ اللهِ" سبعة حروف، وعدد الأحرف "كَمَثَلِ آدَمَ" سبعة حروف، وعدد الأحرف "كُن فَيَكُونُ" سبعة حروف، وأن عدد الآيات التي ذُكر فيها اسم سيدنا عيسى وسيدنا آدم (عليهما السلام) 49 آية، وهي مضاعفات الرقم سبعة (7×7).
موسوعة الرقم سبعة:
إن هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن والأحاديث الشريفة حتى أنه جاء في القرآن الكريم بنظام محكم، لنجد أن ذلك الرقم يوجد على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يكون هو تعبير عن وحدانية الله عز وجل، فهو الواحد الأحد.
الإعجاز في أجمل كلمة (الله) جل جلاله، فقام بالبحث عن الآية الأولي الذي تم فيها ذُكر اسم (الله) عز وجل وهي "بِسم الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ" أما الآية التي ذُكر فيها اسم (الله) عز وجل هي "اللهُ الصَّمَدُ"، وبالتوافق مع الرقم سبعة وُجد أن أعداد السور من "سورة الفاتحة" وقد وردت كلمة (الله) للمرة الأولي وحتى "سورة الإخلاص" حيث وردت كلمة (الله) آخر مرة مائة واثنا عشر سورة، وذلك العدد يعد مضاعفات السبعة، وأن أعداد الآيات من أول آية وحتى أخر آية 6223 ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
قال الله تعالى
أبواب جهنم والجنة:
إن جهنم لها سبعة أبواب ويقول النبي (ص) لونها أسود فذُكر "اللون الأسود" سبعة مرات في القرآن بعدد أبواب النار، وأن الجنة لها ثمانية أبواب فذُكر "اللون الأخضر" ثمانية مرات بعدد أبواب الجنة، وذُكرت كلمة "أبواب" خمسة عشر مرة بعدد أبواب الجنة والنار.
- ذُكرت "السموات السبع" سبع مرات
- ذُكرت كلمة ألوان في القرآن سبع مرات
- سورة "الفاتحة" عدد آياتها سبع
- ألوان الطيف سبع
- أيام الأسبوع سبع
- طبقات الذرة سبع
- نسجد الله على سبع
- أُنزل القرآن على سبعة أحرف
- نطوف حول الكعبة سبع
- نسعى بين الصفا والمروة سبع
- نرمي إبليس بسبع
- أُمِرنا بسبعة ونُهنا عن سبعة.
وهناك الكثير لذكر رقم سبعة وأشياء يصعب حصرها فهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن الكريم فكيف بنا لو تدبرنا القرآن بأكمله؟ وهل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من المضاعفات للرقم سبعة، وأعداد آياتها من المضاعفات للسبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟!
إن القرآن الكريم أعظم كتاب وُجد في حياة الأمة الإسلامية، هو دستور المسلمين والنجاة من المعاصي والبعد عن الضلال والهداية لما يحبه الله، والحمد لله على دين الإسلام، فما أعظم الإسلام! وما أعظم كتاب الله!