كتبت ندا محمود
قتل نفسه؟! أم قتله الأقربون؟ أم المجتمع؟
الانتحار هو أزمة منتشرة عبر الأزمنه وخاصة بين الرجال أكثر من النساء، وليس المنتحر رجلاً فقط ، ولكن هناك شباب مازالوا في مقتبل أعمارهم يقبلون على الانتحار بل وأطفال أيضًا لم يبغلوا الحُلم بعد.
ما السبب؟ كيف لقلب الإنسان أن يطاوعه لقتل نفس؛ فماذا عن قتل نفسه هو بيده؟
وما هي الضغوطات التي يمكن أن تصل بطفل لم يتعدى من العمر مايجعله يُقبل على الانتحار؟!
والسؤال هنا، لِمَ نكون عونًا للشيطان على إنهاء حياة غيرنا أو حياتنا حتى؟
كلنا نعلم أن الانتحار ماهو إلا قيام الإنسان بالقضاء على حياته بذاته وبيده ، بأساليب ووسائل مختلفة منها الشنق وتناول السم أو تناول جرعة من الدواء زائدة والضرب بالنار وهي الأساليب الأكثر إنتشارًا.
الأمر حقًا بشع بل أكثر، مريبًا ويجب الإيقاف عنده وأخذه بعين الاعتبار، ومعرفة دوافعه والمحاولة من الحد منه قدر المستطاع.
الأمان
الأمان هو أساس الحياة، ينتج عن الحب والرضا بين الأفراد، إن نظرنا في حياتنا وحياة من هم حولنا سنجد من منا يعيش سعيدًا هو الذي مُلئ قلبه بالرضا بقضاء الله، وحب من هم حوله له ومُلئت حياته بالأمان.
وسنجد ثلاثتهم مرتبطين ببعض لا يتجزأ كل منهم أو ينفصل عن الأخر ، حبنا لله يؤدي للرضا بقضائه ومن ثم الأمان وعدم الخوف مما هو آتٍ، معادلة صحيحة ومكتملة.
والأمر نفسه على التعامل مع أفراد المجتمع ، لذلك سنجد من تراوضهم أفكار انتحارية يفقدون أحد أركان هذه المعادلة إن لم يكن جميع أركانها.
وهذا مايدعونا للنظر في تصرفتنا وأفعالنا مع الآخرين، هل نعطيهم الأمان أم العكس ، والأكيد أن الأمان ما هو إلا نبتة تُزرع بذورها داخل الأسرة وتنشأ وتترعرع مع كل ذرة حب تروى بها بين أفراد الأسرة تبدأ بالأب والأم والإخوة.
ولهذا يجب على رب الأسرة التأكد من أنه يزرع حبًا وأمانًا ورضا، وليس إهانة وذل وخوف وخضوع ، ليس هناك مبرر للانتحار، ولكن هناك عوامل تساعد الشيطان على وسوسته للإنسان على الانتحار.
القتل الرحيم انتحار أم لا؟
الانتحار حرام مهما اختلفت وسائله ومسمياته، حرم الله قتل النفس، ومايعرف بالقتل الرحيم أيضًا.
القتل الرحيم هو مساعدة شخص ما يعاني في حياته من الإنتهاء من معاناته بالموت.
وهناك من يبرر هذا التصرف بالشفقة على الشخص، ويساعده على ذلك كطبيب يعالج مريض ويطلب منه المريض أن يساعده ويعطيه شيء يُنهي حياته ويتخلص من آلامه.
وهذا حرام، فالله لا يكلف نفساً إلا ماتتحمله، الله أرحم بالعبد من أمه ، أو أن يفعل الطبيب هذا بنفسه، أو أحد المقربين من المُبتلي هو من يموته ليخلصه من معناته، وهذا يعتبر قتل متعمد.
لقوله وتعالى:
وقال سيدنا رسول الله ﷺ
وهذا يأكد أن الانتحار محرم حرمته كافة الأديان السماوية، من منا يقبل بسفك الدماء وخسارة الأحباء.
دوافع الانتحار
ولأجل هذا يجب علينا معرفة أسباب الانتحار أو الدوافع المؤدية للانتحار، لعلنا نلحق اليأس من الحياة ونساعده على إعادة الأمل مرة أخرى.
وكشفت الدراسات أن أكثر الحالات الرافضة للحياة ومقبلة على الانتحار والرغبة الشديدة في الموت ، مما يعانون من الشيزوفرينيا أي الانفصام في الشخصية، الاكتئاب، تعاطي المخدرات، اضطرابات القلق، إساءة معاملة الطفولة، ووجود مرض مزمن.
كما يكون من أسباب رغبة المراهق في الانتحار، الإصابة بمرض عقلي يخلق لديه مشكلة في أن يكون عندة القدرة على التكيف مع أي ضغط نفسي للمراهقين .. مثل : اضطراب العلاقة الأسرية، وعدم القدرة على التعامل مع مشكلة اجتماعية ما كالانفصال وأن يفشل ورفض الآخرين والصعوبات المدرسية..وأيضًا فقدان وظيفة أو شخص أو حيوان أليف، تعد من العوامل التي تزيد من خطر الانتحار.
كما يمكننا أن نرى رجلًا انتحر وذلك لأنه كان يعاني من مشكلة ما ولكنه لم يطلب المساعدة تماثلًا لمقولة " الرجل لا يبكي ولا يكون ضعيفًا ويطلب المساعدة من الآخرين" وغيره من العادات الخاطئة.
ويمكننا أن نرى أن طفلة ما انتحرت لتعرضها للعنف أو التنمر أو إساءة بدنية أو جنسية، تعرضها للانعزال وعدم قبول الآخرين لها بينهم.
كيفية اللحاق بالمنتحر ومنعه
وبعد معرفتنا للعوامل المساعدة على الانتحار يمكننا التطلع إلى ما يشير إلى رغبة الشخص أمامنا للانتحار ومحاولة منعه من هذا.
إن نظرت حولت ودققت وركزت ستجد من تراوضه ميول انتحارية، وذلك عن طريق التحدث عن الانتحار مثل:-
- أتمنى لو كنت ميتًا، سأقتل نفسي، ياليتني لم أكن قد ولدت.
- شراء أحد أساليب ووسائل الانتحار كالسم، أو أدوية قاتلة.
- الرغبة في الوحدة ووجود تقلبات مزاجية، الشعور باليأس، وتغيير الروتين الطبيعي.
- القيادة بتهور أو تناول الكحول والمخدرات، وتوديع الناس بطريقة توحي بأنه لن يتم رؤيتهم مرة أخرى.
- الشعور بالقلق، محاولة الانتحار من قبل ولكن فشل، فقدان الأمل وانعدام الحيلة تجاه موقف معين.
وبهذا يمكنك منع كارثة قبل حدوثها ، إن وجدت أحد ممن حولك يمرون بهذه التغيرات فعليك التوقف لحظة والتفكير فيما عليك فعله.
أولًا التحدث معه بلين ومعرفة مشكلته ومحاولة مساعدته لحلها وإن تطلب الأمر لذهاب لطبيب فلا تتردد .. الكثير منا يرى الذهاب لدكتور الأمراض النفسية وسمة عار، وهذا تفكير خطأ يجب علينا تغيره ، وأن يتم إبعاده عن أي أساليب مميتة.
الاستماع جيدًا للمراهقين والأطفال فغالبًا ماتكون أسبابهم الانتحارية ماهي إلا رد فعلي على مشكلة تافهة يظنون لمحدودية تفكيرهم أنها لن تُحل إلا بهذه الطريقة.
يمكن منع كارثة الانتحار إن تعاملنا مع المريض بقلوبنا الرحيمة واحساسه بأنه أكثر أهمية مما يظن في حياتنا.
هناك من يحاول الانتحار فقط للفت الانتباه له ولوجوده ومتطالباته، حسسوهم بالأمان.
وهنا بيكون دور الأسرة لو زرعنا جوا ولادنا أمور دينهم صح، والرضا وفهم إن الاختلاف بينا واجب، وتعليمهم احترام مشاعر الأخرين، ومساعدتهم بدون تنمر..وحسسناهم إنهم جُمال بلُطف أفعالهم وطبائعهم، وأخلاقهم، هنخرج جيل بيحب مش بيكره، هين، لين، وطيب اللسان.
لو ابنك جوا بيتك مطمئن صعب حاجة بره تكسره..الحل عندك أنت.
ماشاء الله اللهم بارك ربنا يوفقك يارب دايما ومن نجاح الى نجاح
ردحذفربنا يوفقك يا ندا يا رب وديما في تفوق ومن نجاح الى نجاح
ردحذف