كتبت أحلام أبو صالح
أقوى ضابط جيش عرفته مصر، كان أسد سينا ورملها اتروى من دمه، الإرهابيين كانوا بيترعبوا منه، ولما كان بيخرج بدورية كانوا بيصرخوا: اجري.. اجري دورية هارون في الطريق.
الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمه عشان يشكره على بطولاته فقاله: يا فندم فيه ناس باعت سينا واحنا بنشتريها تاني بأرواحنا ودمائنا، وفعلًا استشهد بعد ٣ شهور من جوازه، مسبش حاجة غير سيرته الطيبة ووصية، قالهم يدفنوه بسرعة عشان نفسه إنه يقابل ربنا.
حكاية أمير الشهداء.. محمد هارون:
يوم ١٩ سبتمبر سنة ١٩٧٩ اتولد محمد في بني سويف، دخل المدرسة القومية الإبتدائية الخاصة، وفي الإعدادي المدرسة الحديثة بنين، وفي الثانوية ابتدى طريق المقاتل محمد هارون، دخل مدرسة الشهيد نور الدين عبد العزيز العسكرية ومنها للكلية الحربية.
هناك كانت أول إشارة في حياته، لما وجد نفسه نايم على نفس السرير اللي كان بينام عليه الرئيس السادات في وقت ما كان طالب في الحربية، وهنا جمع القدر بين بطل دفع حياته بعد ما حارب عشان يرجع سينا، وبطل تاني قدم روحه عشان سينا متروحش تاني.
ومحمد اتخرج سنة ١٩٩٩ وابتدى حياته القتالية في وحدات القوات المسلحة، ومرت السنين لحد ما وصلنا لسنة ٢٠١١، وكان واحد من رجالة الجيش اللي نزلوا الشارع يوم ٢٨ يناير، عشان يحافظوا على آمان البلد بعد انهيار الشرطة؛ بسبب مؤامرة الإخوان.
أما هارون ففضل في الشارع لفترة، لعند ما راح سينا مع انتشار الإرهاب هناك، وبقى قائد كمين " الجوره" أو كمين هارون زي ما كان الإرهابيين بيسموه على أرض سينا ، سطر محمد هارون البطولات، كان بحق وحقيقي أسد الصحرا وصائد التكفيريين ومرعب الإرهابيين.
محاولات الإرهابيين للقضاء على البطل محمد هارون:
الإرهابيين هجموا على كمين "الجوره" أكتر من ١٦ مرة عشان يقضوا عليه، وفي كل مرة كانوا بيفشلوا، وكان هارون بيحول الدفاع لهجوم ويصطاد هو ورجالته كل اللي يقدروا عليه من الإرهابيين، اللي احتاروا يعملوا إيه معاه.
فقطعوا الطريق للكمين عشان اللي جواه ميعرفوش يتحركوا ولا يجيبوا أكل وشرب فيستسلموا، لكن محمد ميعرفش حاجه اسمها استسلام، وفي عز لحظات حصار الكمين، قرر إنه يخرج يجيب أكل لرجالته وكان الخروج أشبه بالانتحار.
هارون راح لواحد من رجالته وقاله: هنخرج أنا وأنت نجيب اللي محتاجينه، فالظابط سأله: أنا وأنت بس؟، فرد عليه هارون: أيوة أنا وأنت بس، لو استشهدنا هتبقى الخساير فردين بس ونحافظ على باقية الكمين، ولو ربنا نجانا هنكون عملنا انتصار كبير.
شجاعة الأسد هارون وزميله:
خرج هارون والظابط بعربيتهم وأول ما ظهروا على الطريق، ابتدى ضرب النار من كل إتجاه ، وقف هارون بالعربية وبعد ثواني نزل منها هو وزميله، وفي نفس اللحظة ضربوا رصاص بكل قوة، لدرجة إن الإرهابيين فكروا إن العربية جواها فرقة كاملة مش فردين، وبعد دقايق هرب الإرهابيين وفضل محمد يطاردهم، لحد ما قتل اتنين منهم واشترى أكل لرجالته ورجع على الكمين.
أعظم بطولات الأسد هارون :
أعظم بطولات هارون حصلت يوم ١ مايو ٢٠١٥، واللي كان موافق ١٤ رمضان، يومها الجماعات الإرهابية قررت احتلال " الشيخ زويد" بالكامل، وهاجمت أكتر من ١٥ كمين في وقت واحد، وكان هدفهم رفع أعلام داعش عليها وإعلانها إمارة إسلامية.
هارون ورجالته خلصوا على الإرهابيين اللي هاجموا كمين "الجوره"، لكن البطل قرر يخرج يساعد زمايله في الكماين التانية، رغم إنه مكنش من قوات الدعم.
طلب الإذن بالخروج لكن موافقة القيادات اتأخرت، فقالهم إنه هيخرج على مسؤليته الشخصية فسمحوله بالخروج، وهو في الطريق عبوة ناسفة انفجرت في مؤخرة العربية، بس ربنا نجاه وكمل.
وصل لكمين " السدره" لكنه لقى كل رجالته استشهدوا، فطلع على كمين " أبو رفاعي" وكان هو أول قيادة عسكرية توصل هناك، المنظر كان مرعب في كمين أبو رفاعي والإرهابيين كانوا في كل مكان، لكنه قرر يشتبك معاهم هو واللي راح معاه من رجالته، وقدروا الأبطال يفكوا حصار الكمين.
ومن نقطة لنقطة قدر هارون ورجالة تانيين من الجيش المصري، يبغضوا خطة احتلال " الشيخ زويد"، ومفيش مكان واحد اترفع عليه علم من أعلام داعش.
وقال الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع عن اليوم دا : " أنه في هذا اليوم حيث العرق، الرطوبة، الحر، التوتر والأعصاب الملتهبة، اتصلت بالمقدم هارون فاجئني صوته هادئًا للغاية، دون أدنى انفعال يقول: تمام يافندم كله تمام".
وفضل الأسد هارون يقاتل على أرض سينا لحد يوم ١٢ نوفمبر ٢٠١٥، وفي اليوم دا صلى ركعتين مع رجالته، وخرجوا على منطقة اسمها" منصة الصواريخ" يفككوا عبوة ناسفة، أول ما لقوا العبوة طلب هارون من رجالته يبعدوا، لكن للأسف بعد شوية انفجرت فيه واستشهد.
وفي وصيته طلب البطل محمد هارون تسديد ديونه قبل دفنه، والدين الأول: كان قسط العربية لبنك القاهرة، والدين التاني: كان ١٠٠٠ جنيه للأسطى جمال الاستورجي.
رحم الله البطل محمد هارون