قالوا عنه الشبح، وكان أقوى ضابط مقاتل في وزارة الداخلية، وكان معروف بإنه رجل المهام الانتحارية، اسمه كان بيعمل رعب للإرهابيين في سينا، وخيرت الشاطر أعطى الأمر إنه لازم يموت.
حكاية الشهيد محمد أبو شقرة
يوم ٨ مارس ١٩٨٣ اتولد محمد ابن اللواء عبد العزيز أبو شقرة، كان طفل مميز وطالب شاطر، وفي الثانوية العامة جاب مجموع يدخله هندسة، لكنه رفض وقال لوالده إنه عاوز يدخل كلية الشرطة.
دخل الكلية وأثبت تفوقه وكان من أوائل دفعته، واتخرج سنة ٢٠٠٣ وانضم للأمن المركزي،؛ لأنه كان بيتمنى إنه يكون ضابط مقاتل، ولما اسمه ابتدى يتعرف في الداخلية بعد عملياته الكبيرة، طلبه الأمن الوطني وانضم لقوات مكافحة الإرهاب الدولي التابعة للقطاع.
وفي الأمن الوطني أطلقوا عليه "الشبح" عشان كان عامل رعب للجماعات الإرهابية، وعنده مهارات خاصة جدًا في استخدام السلاح، وإمكانيات بدنية رائعة، لدرجة إنه تفوق على ١٢٠ ضابط صاعقة من مختلف دول العالم، في مسابقة أُقيمت في الأردن وفاز بالمركز الأول، وعمره ما عرف الخوف؛ بالرغم من إصابته ٣ مرات خلال فترة خدمته.
لقاء الشهيد وخيرت الشاطر
القدر جمع بين الشهيد أبو شقرة وخيرت الشاطر سنة ٢٠٠٩، وفي ذلك الوقت خيرت كان مسجون ولما توفت والدته، الداخلية وافقت على حضوره الجنازة.
وكان الضابط المكلف بحراسة الشاطر من لحظة خروجه من السجن حتى رجوعه مرة أخرى، هو محمد أبو شقرة، و وزير الداخلية " اللواء حبيب العدلي" لم يوافق على خروج الشاطر من السجن، غير بعد ما عرف إن أبو شقرة هو اللي مسؤول عن حراسته.
سنة ٢٠١٢ اتقابل الشاطر وأبو شقرة مرة تانية، لما "چيمي كارتر" الرئيس الأمريكي السابق جه مصر، وزار مقر الإخوان؛ عشان يتناقش مع خيرت في مستقبل الحكم، مع اقتراب فوز" مرسي" في انتخابات الرئاسة، وكان الضابط المكلف بحراسة رئيس أمريكا هو أبو شقرة، والمقابلة بينه وبين الشاطر كانت جافة جدًا.
فاز مرسي بالرئاسة وابتدى الإرهاب ينتشر خصوصًا في سينا، وراح أبو شقرة عشان يواجه على الأرض، وقاد حملات كتير خصوصًا على " جبل الحلال"، اللي كان شاهد على بطولات الشهيد، وفجأة حصل حادث اختطاف ٧ جنود في سينا ( ٦ من الأمن المركزي و واحد من الجيش)، ومرسي خرج وقال يجب الحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين.
اغتيال الشبح محمد أبو شقرة
الجنود رجعوا بسلامة، لكن أجهزة الدولة السيادية كانت مصممة تجمع كل خيوط الموضوع، خصوصًا إن الخاطفين سابوا الجنود بدون مقدمات، فالجميع كان متأكد إن الإخوان ورا العملية ، ابتدى أبو شقرة يشتغل على الموضوع، لعند ما وصل لخيوط مهمه وهنا كان لازم يموت..
يوم ٩ يونيو ٢٠١٩، البطل كان راكب عربيته في العريش، وفجأة حاصروه مجموعة من الإرهابيين، كانوا ٤ مسلحين ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي، وابتدى ضرب النار وقاوم أبو شقرة لعند ما أخد ٣ رصاصات في كتفه اليمين،٣ رصاصات غيرهم في ضهره، وواحدة في جنبه واستشهد.
وكان استشهاده الشرارة اللي انطلقت بيها ثورة ٣٠ يوليو؛ لإثارة حالة من الغضب ما بين الشعب ضد العناصر الإخوانية وكل من يحالفهم ، وكان ذلك التنظيم اللي نفذ اغتيال البطل هو التنظيم المعروف باسم أنصار بيت المقدس.
اللواء عبد العزيز أبو شقرة قال إن خيرت الشاطر هو اللي أمر باغتيال ابنه، بعد ما الأمن الوطني اشتغل على خطف الجنود، وإن ابنه اتقتل وهو في الطريق لإجراء تحقيقات عن القضية، ومصادر كتيره أكدت تسريب خط سير الشهيد للإرهابيين، وأيضًا الكود السري له وهو "حازم".
وكان في اللقاء الأخير بينه وبين والده سيتفقان على الأمور النهائية؛ لإتمام زواجه .. محمد استشهد قبل فرحه بحوالي ٢٥ يوم، ووالدته قالت: محمد كلمني ٣ مرات يوم استشهاده.. كأنه بيودعني، وفي أخر مكالمة طلب مني أدعيله وبعد كام ساعة، لقيت الباب بيخبط، بفتح لقيت واحد غريب بيسألني هو ده بيت الشهيد محمد أبو شقرة؟، أغمي عليا ولما فقت، عرفت إن ابني الوحيد راح.
الشهيد كان معروف في بلده (الفيوم) بحبه للخير، وكان حريص على زيارة دور الأيتام والمسنين، وكان بيكفل طفل يتيم اسمه " عبدالله".
وبعد استشهاده وزير الداخلية قرر إنه يرقي اسمه استثنائيًا إلى رتبة رائد، وأيضًا قررت محافظة القاهرة إطلاق اسمه على مجمع المدارس بحي المقطم.
رحم الله البطل محمد أبو شقرة
اقرأ أيضا : لماذا نشعر ببرودة أجسامنا عند برودة أقدامنا