كتبت إيمان عبد المقصود
خلق الله الإنسان والجن ولكل منهم طبيعته ، فخلق الإنسان من الطين ، وخلق الجن من النار ولم يعيّ بخلقهن، وليس الجن فقط الذي خلق من النار بل خلق الله سبحانه وتعالى حيوان من النار.
خُلقت الإبل من النار كخلق الجن ، ولكن هناك اختلاف في طبيعة الإبل ، فهي تعطينا الحليب والطعام وتسهل علينا حمل الثقل عند السفر ، والآن دعونا نتأمل في وصف أجزاء جسم الإبل..
وصف حيوان الإبل:
وهب الله سبحانه وتعالى للإبل خلق عظيم ، ونبدأ بالجهاز الهضمي الذي يتكون من الفم ثم الشفة العليا ، والشفة السفلية واللاتان تعملان معاً لالتقاط المواد الغذائية ، والسطح الذي يوجد بداخل الفم والذي يغطى بغشاء يحتوي على ندبات والتي شكلها مخروطي ، لكي تحمي الإبل من الشوك التي تصادفها لحظة تناولها الأعشاب ، وفي سقف حلقها طبقة ناعمة من أجل ترطيب الفم لتساعدها أن لا تشعر بالعطش لفترة كبيرة ، بالإضافة إلى إمتلاك الإبل الأنياب الإضافية التي تجعلها مميزة عن باقي الحيوانات.
كما أن عين الإبل صغيرة وحاسة النظر عندها في غاية القوة ، فهي باستطاعتها أن تسير في ظلام الليل، وقد يعد عضو في غاية الحساسية للحرارة ، كما نجد أن التجويف للعين العظمى (الحجاج) بمثابة الغرفة التي بها مكيف ، بالإضافة إلي أنه يوجد طبقتان من العظام بينهم فراغ يمتليء بالهواء ، حتى تسطتيع أن تعيش بالصحراء وأن تتكيف مع درجة الحرارة العالية ، وتتميز عين الإبل بأهداب لها شعر طويل تحميها من الرمال والأتربة الصحراوية.
ويتميز أنف الإبل بخصائص للتعايش مع الظروف الجوية ، فلها فتحتان بأعلى الفم ، وعضلات من أجل التحكم في فتحهم وإغلاقهم للحماية من دخول الرمال والأتربة ، وتأتي الرقبة بشكلها الطويل المنحني ويغطيها الوبر الكثيف والطويل وذلك على أول ثلث من الرقبة ، أما بالنسبة للسنام فهو ياخذ الشكل الهرمي المعتدل وبيضاوي ، وعند نقص الغذاء للإبل فإن مصدر الطاقة هو دهن السنام.
وقد خُلقت الإبل بخفًا له تركيب خاص يؤدي إلى توفير الحماية لها وأن تسطيع أن تتأقلم مع تقلبات الجو للبيئة الصحراوية ، ويعينها على حمل الثقل وأن تسير في المناطق التي بها رمل ، والأراض الصلبة بذات الكفاءة.
كما تتميز الإبل بأذن تستطيع قدرتها بالانثناء خلفًا ، والتصاق الرأس في حالة حدوث أي عواصف ترابية ورملية ، ومن العجائب لخلق الإبل أن لديها وسائد كالجليد من أجل تهيئتها لتسطيع البروك فوق الرمل الساخنة ، حتى لا تتأثر بحرارة الرمال العالية ولا يصيبها منها أي أذى.
العلاقة بين حيوان الإبل والإنسان:
الإنسان والإبل حياة ممتدة وتواصل منذ قديم الزمان ، فكان الآباء والأجداد يرتحلون من مدينة لأخرى على متون الجبل ، وتحمل أمتعتهم ويعيشون من الخيرات التي تكتنزها من اللحوم واللبن والوبر.
إن الإبل لم تكن لحمل الثقل والسفر فقط ، وإنما تعطي الإنسان من لبنها الذي يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم ، كما أنه يحارب العديد من الأمراض.
فوائد لبن الإبل:
يستخدم في علاج مرض السرطان.
يحتوي على كميات هائلة من الفسفور التي تساعد على تغذية المناعة.
يلعب دورًا هامًا في حماية القلب والأوعية الدموية.
يساعد في معالجة فيروس سي.
يحتوي على الكالسيوم الذي يساعد في علاج هشاشة العظام.
يحتوي على العديد من الفيتامينات التي تحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات.
وللإبل خصوصية أخرى تتعلق بلحمها الذي يعتبر مصدر بروتين لا مثيل له ، فهو يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والأملاح ، وهو منخفض الدهون والكوليسترول ، وهذا ما يجعله مناسب للكثيرين حتى بعض المرضى.
فوائد لحم الإبل:
يستخدم في علاج الحمى الموسمية.
تعزيز الجهاز المناعي.
علاج فقر الدم.
التخلص من الوزن الزائد.
علاج الربو واضطرابات الجهاز التنفسي.
زينة الإبل:
تزين الإبل بما يقال عنه الرحل وهو "السرج" الذي يتم وضعة فوق الناقة لكي يجلس عليه الراكب ، بالإضافة إلي الوضين الذي يعد بمثابة مثبت للرحل على الناقة وذلك عن طريق استخدام حبل ، ويصنع الحبل من الصوف ، وينسج مع مراعاة فيه تداخل ألون الشعر أبيض وأسود ، وذلك يكون منظرًا جميلًا ، وهذا الحبل يسمى بعدة أسماء (الغرض ، السفيف ، البطان ، الحقب ، وغيره...).
أما الخصام فيعد هو المقود الذي من خلالة يتم قيادة بعير الإبل ، والغبيط ( الهودج) الذي يتم وضعة فوق ظهر البعير على الرحل ، وهو المكان الذي تجلس في المرأة في حال السفر.
إن الإبل لم تذكر عند الطعام والشراب والسفر فقط ، ولكن لها جانب في ذكر الشعر أيضًا ، فأخذت مساحة شاسعة في قضاء الشعر والشعراء، ومحبة خاصة في ذكر صفاتها وأنواع سيرها كما قال الأعشي في مُعلقته...
هل خُلقت الإبل من الشياطين أم من النار..!؟
خص الله سبحانه وتعالى الإبل عن سائر المخلوقات الحية ، بالنظر الى كيفية خلقها ، فهل خلقت من الشياطين؟ أم خلقت من النار.؟
العلماء يقولون أن الإبل خلقت على صفة بتشبه لصفة الجن لإنها كثيرة الشرود والنفور ، وأنها تمنع الخشوع وتشوش على المصلي.
نهى النبي (ص) عن أن لا نصلي بمعاطن الإبل عن سائر الأنعام ، وذلك لأنها تعمل عمل الشياطين ، فهي تفسد الصلاة وتشوش على المصلين ، بعكس الصلاة في معاطن الغنم.
أمر النبي (ص) أن يقوم المصلي بأخذ لنفسه سُتره ، لعدم مرور من يقطع الصلاة عليه ، وعن ابن عمر كان يصلي وجعل بعيره (الجمل) سُتره في صلاتة حتى لا يمر أحد أمامه وهو يصلي ، وعندما سُئل عن ذلك قال بن عمر (رضي الله عنهما) أنه رأى النبي (ص) يفعل ذلك ، وذلك غير الصلاة بموضع الإبل وأعطانها.