كتبت أيه أبو النجا
قاع جهنم بين قوسين " سجن الجن " ، وده أكتر سجن مخيف وبيدور حواليه الغموض وهو :
"بئر برهوت "
وموجود في حضرموت باليمن في وادي برهوت ، وإتقال إن كلمه برهوت بترجع أصلها للغة الحميرية القديمة ، ومعناها "أرض الجن" ، وبئر برهوت موجود بالقرب من قبر النبي هود عليه السلام ، وأي حد عشان يوصل للبئر لازم يمشي مسافة كبيرة جدًا ما بين الجبال تبلغ حوالي 100 متر عشان توصل للمغارة اللي فيها حفرة البئر.
وإتقال إن الحفرة دي بتبلغ من 100 لـ 250 متر ، وقطرها حوالي 30 متر ، إنما بالنسبة لعمقها محدش يعرف لأنها حفرة عميقه جدًا ، ومحدش يقدر يوصل لقاعها من كتر عمقها الكبير .. ده غير كمان إن من شدة الضلمة مستحيل أي حد يشوف حاجة من الحفرة اللي في حالة واحدة بس عند " تعامد الشمس على فتحة البئر."
وبئر برهوت قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم " إن فيه شر ماء على وجه الأرض " ،وذُكر في بعض الأحاديث النبويه وحُذر منه ، وقد وصفه علي بن أبي طالب بقوله: إن أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضر موت ، لوجود فيه بئر ماؤه أسود يأوى إليه أرواح الكفار.
وقال أبي حاتم رضي الله عنه خير واديين "وادي أرن في الهند ، ووادي مكة " ؛ وشر واديين "وادي برهوت ، ووادي الأحقاف" ؛ وخير ماء في الأرض "زمزم" ، وشر ماء في الأرض " برهوت."
وكلام أكبر المؤرخين عن بئر برهوت زي
"الزمخشري" قال : برهوت بئر بحضر موت ، ويقال إن موجود فيه أرواح الكفار واسم البلد اللي فيها البئر.
"وياقوت الحموي" قال في معجم البلدان إن برهوت: هو وادي في اليمن بيوضع فيه أرواح الكفار وهو بئر بحضر موت.
وقال " الإمام الشافعي " في مذهبه إن الماء المكروه 8 أنواع ( شديدة البروده ، شديدة الحرارة ، المشمس ، ماء قوم لوط ، ماء بئر برهوت ، ماء أرض بابل ، ماء زراون ، ماء ديار ثمود إلا بئر الناقة)
وكل ده بيوضح قد إيه بئر برهوت مخيف جدًا ، ده غير إن في حكايات كتير إتقالت عن البئر ومحدش عرف إيه مصدرها ، وهل هي صحيحة ولا ملهاش أي أساس من الصحة؟ ، والغريب إن الحكايات دي منتشرة جدًا في اليمن.
الحكاية الأولى لبئر برهوت
ودى بقى أشهر الحكايات ، وإتقال إن زمان كان في 7 رجاله راحوا يملوا من البئر ميه عشان يشربوا ، وربطوا واحد منهم بحبل ونزلوه البئر عشان يجيب الميه.
ومفيش دقايق ولقوا صاحبهم بيصرخ ويقولهم "طلعوني" ، ولما جم يشدوا الحبل مكنش بيتسحب وكأن في قوة عظمى بتشده وبتسحبه لتحت لدرجة إن القوة دي كانت أقوى من الـ 6 رجاله ، وفجأة صوت صاحبهم اختفى وكمان الحبل بدأ يتسحب معاهم ، ولما طلع لقوا نص جسمه بس والنص التاني مش موجود!! ، والغريب إن مكنش في أي علامات لأداة حادة أو أنياب وكل اللي كان موجود علامات حرق من النار؟ ؛ وفي حكاية تانية بتقول إنهم ملاقوش غير جسمه من غير راس ، أما كلام الحكاية التالتة إنهم ملاقوش غير راسه بس.!
الحكاية التانية لبئر برهوت
وهي إن في كلام طلع عن مية البئر إنها مسكره جدًا ، والغريب إن الكلام المثبوت اللي قاله " الأصمعي" في كتابه وكان على لسان راجل من حضرموت قال: إن بيجي من ناحية برهوت ريحه نتنه ووحشه جدًا ، فيأتي الخبر إن عظيم من عظماء الكفار مات.
ده غير كلام الراجل اللي كان بايت في الوادي ، وسمع أصوات خارجة من البئر وكانت عبارة عن " يادومه .. يادومه" ، وبعض أهل العلم قالوا إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومه.
وبئر برهوت محدش يعرف مين اللي حفره ، أو إمتى إتحفر؟ ، وفي كلام إن البئر موجود من قبل سيدنا آدم عليه السلام ، ولكن في حكايتين إتقالوا عن حفر بئر برهوت.
الحكاية الأولى
بتقول إن الحفرة دي تم حفرها بأيدين الجن وعملوها عشان تكون سجن لكل من يخالف أوامرهم أو تعليماتهم ، والدليل على الحكاية دي هي ضلمة قاع البئر الشديدة جدًا حتى في عز النهار ، ده غير كمان الدخان اللي بيخرج من فتحة الحفرة بشكل مستمر.
نروح بقى للحكاية التانية
واللي بتقول إن تم حفر البئر بأمر من أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة اللي استعان بالجن والشياطين في حفر بئر عشان يحط فيه كل أملاكه وثروته ، ولما الملك مات أتباعه من الجن استوطنوا البئر ، وكان الدليل على كلام الحكاية دي هو تسمية البئر لأن برهوت باللغة الحميرية القديمة معناها "أرض الجن."
وبسبب شهره بئر برهوت الكبيرة زاروا كتير من أشهر رحالة الغرب
عشان يستكشفوه بس محدش فيهم حكى تجربته مع البئر ، وفي رحالة عربي هو اللي حكى تجربته في استكشاف البئر وقال إن الطريق اللي بيوصل للبئر مليان بالحفر وواعر وماينفعش يمشي فيه عربيات ، ومفيش حد بيسكن الوادي غير البدو.
ووصف الدخول لمغارة البئر اللي من أول ما تدخل منها بتشبه لسرداب ، وفي آثار للتعابين على جوانب الطريق وجوا المغارة في طرق كتيرة جدًا مليانة بالضلمة والخفافيش والجو متلوث بروائح الصخور الكبريتية ، وقال إن كان معاه كشافات كتيرة وأول مادخل كلها انطفت مرة واحدة من غير سبب ، وبرضو ماعرفش يوصل لحفرة البئر.
وإتقال إن كان في محاولة تانية من شركة خط الصحراء لاستكشاف البئر ، وربطوا واحد من الموظفين في الشركة بحبل من المعدن ، وكان معاه كاميرا عشان يصور كل اللي موجود في البئر ، ولكن بعد ما نزل ووصل لعمق 100 متر فجأة سمعوه بيصرخ ويقولهم "طلعوني.. خرجوني."
وبعد ما طلع سألوه عن سبب صريخه؟ ؛ قالهم إنه شاف فتحة البئر بتتقفل عليه!! ، والأغرب من اللي قاله إن لما شافوا الكاميرا اللي كانت معاه لقوا الفيلم ( ما هو إلا شاشة سوداء ) بالرغم من إن المحاولة حصلت لما كانت الشمس متعامدة على فتحة البئر ، والمفروض الفيلم يكون واضح.
وفي تصريح طلع للناس في 16 سبتمبر 2021 إن في فريق عماني قدر يوصل لقاع البئر اللي محدش قدر يوصله ، والفريق ده قال إن عمق البئر بيصل لـ 112 متر وملاقوش فيه غير تعابين كتير جدًا بأحجام مختلفة وخفافيش وضفادع.
وعلى حسب كلامهم قالوا برضو إن مفيش حاجه حصلت بتدل إن قاع البئر فيه أشباح أو أرواح ، وأخدوا عينات من الميه عشان يعرفوا إيه مصدر الريحة النتنة اللي بتخرج من البئر ، وإيه سبب الغازات والدخان اللي بيطلع من فتحة الحفرة ؟ ، ولحد دلوقتي فضل اللي بيدور حوالين بئر برهوت الغموض ، وكل اللي متأكدين منه إنه مكان مكروه.