إن التربة الصالحة لاشك هي نتاج تاريخ متصل من التجارب الإنسانية على ما بها من
تلاقي و تناقض .. من سمو و انحطاط .. من حضارة و تخلف ..
و في كل الأحوال فإن الأسرة هي المصنع الأول الذي ينتج تلك النبتة التي ترقى بالحياة و تُعلي من مكانة الأسرة و قيمة الوطن أو العكس ، و هنا يتجلى دور الآباء و الأمهات فعليهم أن يدركوا المسؤولية الإنسانية و الاجتماعية الجليلة الملقاة على عاتقهم تجاه أبنائهم فلا مرد إلا إليهم و لا ملجأ لسواهم ..
و ما نشاهده الآن من إخفاقات و تراجع في البيئة الاجتماعية إنما هو نتاج انتقاص دور الأب و الأم في المؤسسة الأسرية وهو حريٌ بنا أن ننتبه لحقائق الواقع و إخفاقاته و أيضاً أحلامه و آماله ، الأمر الذي يلقي بالمسؤولية الخطيرة على حركة المجتمع و في القلب منه دور رب الأسرة .. بنفس القدر دور الأم التي إن قمت بأعددها فقد أعددت شعباً طيب الأعراق ..
لذا فإنني أرى أن كل هذا الغثاء الدرامي الذي تزدحم به الشاشة الصغيرة و الذي يقال أنه يعكس الواقع .. إنما هو عمل من أعمال ضرب الوعى العام في حرب الجيل الرابع الذي تشنه قوى معادية للوطن .. سواء أدرك ذلك القائمون على مثل هذه الدراما أو لم يدركوا ..
يتبع ..
دنيا عوض عبده.