كتبت : آية أبو الغيط
من هو الملك الذي هدد الفاتيكان بترك الديانة المسيحية واعتناق الديانة الإسلامية؟! - سوف نتعرف من خلال كوكب الإعلام على قصة الملك هنري الثاني ملك إنجلترا والذي هدد الفاتيكان بترك الديانة المسيحية واعتناق الديانة الإسلامية.
الملك الذي هدد الفاتيكان بترك الديانة المسيحية واعتناق الديانة الإسلامية
ولد الملك هنري الثاني في الرابع من شهر مارس لعام ١١٣٣ في فرنسا وبالتحديد في مدينة لومان الفرنسية وقد كان والده كونت أنجو ووالدته ماتيلدا فهي نجلة الملك هنري الأول الذي كان ملكًا لإنجلترا وقد عين الأب نجلته ماتيلدا خلفًا له في الحكم بعد وفاته ولكن ابن عمها المدعو ستيفن استولى على الحكم.
الألقاب التي حصل عليها الملك هنري الثاني
وقد لُقب الملك هنري الثاني بالعديد من الألقاب حيث لُقب بلقب كونت أنجو في عام ١١٥١ وفي عام ١١٥٠ أطلق عليه لقب دوق نورماندي وحمل كذلك لقب دوق آكيتاين وأخيراً لُقب بلقب ملك إنجلترا في عام ١١٥٤.
غزو هنري الثاني لإنجلترا واستعادة عرش والدته
وفي عام ١١٥٣ غزا هنري الثاني إنجلترا وطالب باستعادة عرش والدته من ابن عمها ستيفن؛ ووفق ستيفن أن يقبله كمساعد و وريثًا له في الحكم بعد وفاته وعندما توفي ستيفن في عام ١١٥٤ استطاع هنري الثاني أن يتولى عرش إنجلترا دون وجود أية معارضة
حكمه لإنجلترا
عندما تولى هنري الثاني عرش إنجلترا عقب وفاة ستيفن وجد أن البلاد كانت في حالة فوضى وذلك بسبب كثرة الحروب الأهلية إلى جانب أعمال العنف التي كانت تقوم بها كبار الإقطاعيين.
واستطاع هنري بمساعدة مستشاره ويدعى توماس بيكيت أن يضرب كبار الإقطاعيين ويقضي عليهم ثم بدأ بعدها في إعادة النظام في إنجلترا مرة أخرى.
الخلاف الذي وقع بين هنري الثاني ومستشاره
وعقب مرور عدة سنوات وقع خلاف بين الملك هنري الثاني وبين مستشاره توماس بيكيت وذلك بسبب تولي توماس منصب كبير الأساقفة.
اقرأ أيضا: بئر برهوت ..سجن ملوك الجن
لماذا غضب الملك هنري الثاني بعد تولي توماس بيكيت منصب كبير الأساقفة
وسبب الخلاف بينهما وغضب هنري الثاني من تولي توماس بيكيت منصب كبير الأساقفة هو الحق الذي تم منحه لرجال الدين لكي يقوموا بمحاكمة الملك هنري من قبل إحدى المحاكم الكنسية وذلك في حالة ارتكابه لأية جرائم.
وقد أسفرت الخلافات التي وقعت بينهما عن قطع العلاقات تمامًا بين هنري ومستشاره توماس وأدى أيضًا إلى توتر العلاقة بين هنري ولويس السابع ملك فرنسا والذي كان يدعم المستشار توماس وألكسندر الثالث بابا الفاتيكان؛ وغضب هنري عندما استقال توماس بيكيت من منصبه كمستشار له عقب انتخابه رئيسًا للأساقفة.
وبعدها بدأ هنري الثاني يهدد بابا الفاتيكان بأنه سوف يترك الديانة المسيحية ويعتنق الديانة الإسلامية في محاولة منه لإجبار الفاتيكان على إقالة توماس بيكيت من منصب رئيس الأساقفة وكان ذلك في عام ١١٦٨ وقبل أن نتعرف على تهديده لبابا الفاتيكان دعونا أولاً نتعرف على معرفة الملك هنري بالدين الإسلامي والثقافة واللغة العربية.
الملك هنري كان على دراية بالدين الإسلامي
وقد كان الملك هنري على دراية بالدين الإسلامي وذلك بسبب أنه قرأ ما كتبه بيتروس ألفونسي والذي كان يعمل طبيبًا لجده الراحل هنري الأول وكان بيتروس قد قام بكتابة أقدم رواية عن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكذلك درس هنري أعمال بطرس المبجل والذي أمر بترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلي اللغة اللاتينية؛ وإلى جانب أنه كان على دراية بالدين الإسلامي فقد تعلم هنري اللغة العربية وهو في سن صغير.
وفي أثناء تعليمه استعان والده بأحسن وأفضل المدرسين والمعلمين في أوروبا وكان من ضمنهم العالم أديلارد من باث وهو عالم لغوي شهير سافر إلى عدة دول وبعدها كرس نفسه ليقوم بدراسة دراسات العرب وبدأ في الترجمة من
اللغة العربيّة إلي اللغة اللاتينية وأدخل جميع الإبداعات والابتكارات العربية في علم الرياضيات إلى دولة إنجلترا وفرنسا وقد كان له فضل وتأثير كبير في تعليم هنري.
وكان هنري مهتمًا بالثقافة واللغة العربية حتى بعد توليه عرش إنجلترا فقد رحب هنري بعلماء العرب في قصره وحازت الفنون الإسلامية على إعجابه حتى أنه قام ببناء قصرًا لعشيقته والتي تدعى روزاموند وكان القصر مليئًا بالرسوم والزخارف العربية وقد قلد هنري قصور صقلية فقد كان القصر يحتوي على النوافير والساحات ولكن ذلك القصر تم تدميره في وقت لاحق على الرغم من أنه كان فريدًا عن باقي القصور الموجودة في شمال أوروبا نظرًا لاحتواءه على الزخارف العربية الفريدة.
وبذلك فإن الملك هنري الثاني كان يعرف الكثير من المعلومات عن الثقافة العربية والديانة الإسلامية عندما قام بإرسال رسالته إلى بابا الفاتيكان في عام ١١٦٨ والتي هدد فيها بترك الديانة المسيحية واعتناق الديانة الإسلامية كما ذكرنا سابقًا.
رسالة هنري الثاني لبابا الفاتيكان
لقد شاهدنا أن الملك هنري كان لديه الكثير من التقدير والاحترام للثقافة العربية والديانة الإسلامية ولكن هل كان الملك هنري جادًا في رسالة التهديد تلك بعد تولي توماس بيكيت منصب رئيس الأساقفة وسيطرته على كاتدرائية كانتربري؟.
الحقيقة أن الملك هنري كان يوجه كافة التهديدات التي تهدد مملكته فهنري لم يكن مجرد ملكًا لإنجلترا فحسب ولكنه كان دوقًا لآكيتاين ونورماندي وكذلك تورين وأنجو وكونت مين وكان أيضًا يمتلك مساحات كبيرة من دولة فرنسا وكان واحدًا من أعظم وأقوى الرجال في العالم كله فقد امتدت سيطرته من الحدود الاسكتلندية إلى منطقة الشرق الأوسط.
وقد تبين أن الملك هنري لم يكن يبدي اهتماماً كبيراً بالدين المسيحي فقد انتقده العديد من المؤرخين بسبب افتقاره للتقوى موضحين بأنه كان يشعر بالملل في أثناء تواجده داخل الكنيسة فلم يكن يجلس ساكنًا.
ولكنه في الحقيقة أُعجب كثيرًا بالدين الإسلامي فقد وجد أن الدين الإسلامي لا يوجد فيه أي سلطة مركزية حيث لا يوجد في الإسلام بابا مسلم يمكن أن يمنعه من أن يقيل رئيس الأساقفة؛ ومن هنا يتضح لنا أن رغبة هنري في أن يقوم بابا الفاتيكان بإقالة رئيس الأساقفة هي سبب هذا التهديد.
وقد استمرت الخلافات بين هنري الثاني وتوماس بيكيت لسنوات عديدة وفشلت جميع محاولات المصالحة بينهما وقام توماس بيكيت بمعاقبة كافة الكهنة الذين قاموا بالتعاون مع هنري وعندما علم هنري بذلك الأمر قال ألا يوجد من يخلصني من ذلك الكاهن الغريب!؟
وبالفعل قام أربعة فرسان بتنفيذ كلماته وقتلوا توماس بيكيت في داخل كاتدرائية كانتربري وكان ذلك في شهر ديسمبر لعام ١١٧٠.
اقرأ أيضا: خفايا وأسرار الهرم الأكبر خوفو وما علاقته بالماسونية