![]() |
العبّارة سالم إكسبريس |
كتبت: آية أبو الغيط
تعرضت العبارة [سالم إكسبريس] للغرق في فترة التسعينات وأثارت حادثة غرقها جدلاً واسعاً وضجة كبيرة نتيجة "الخسائر الفادحة" في الأرواح؛ حيث راح ضحيتها ما يقارب حوالي الـ ٤٦٧ شخصًا وكان أغلبهم من المصريين؛ لذلك سوف نتعرف من كوكب الإعلام على قصة العبارة سالم اكسبريس.
والآن دعونا نتعرف على حادث غرق العبارة [ سالم إكسبريس ]
في مساء يوم الخامس عشر من ديسمبر لعام ( ١٩٩١) بدأت العبارة [ سالم إكسبريس ] رحلتها الأخيرة من (ميناء جدة) بالمملكة العربية السعودية متجهة إلى ( ميناء سفاجا) بمصر، وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساءًا أرسل قبطان السفينة [الكابتن حسن مورو] رسالة أبلغ فيها مسؤولي ميناء سفاجا بأنه سوف يصل إلى منطقة [الشمندورات] في خلال نصف ساعة.
وبعد مرور حوالي خمسة دقائق على الرسالة الأولى أطلق القبطان (إشارة استغاثة) أبلغ فيها مسؤولي ميناء سفاجا بأن السفينة مالت بزاوية أربعة عشر درجة بسبب اصطدامها بالشعاب المرجانية الموجودة على بعد ستة عشر كيلومتر من ميناء سفاجا وحدث ثقباً في مقدمة العبّارة وأنه على وشك الغرق وطلب النجدة الفورية لأن المياه بدأت تتسرب إلى العبّارة.
وفي تمام الساعة [ ١١,١٣] اندفعت المياه بقوة إلى داخل العبّارة لدرجة أن المياه وصلت إلى الكهرباء وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي في العبّارة، ومع زيادة اندفاع المياه صعد الركاب إلى السطح.
سالم إكسبريس غرقت دفعة واحدة
إن السرعة التي غرقت فيها العبّارة لم تمهل الركاب فرصة لإنقاذ أنفسهم في ظل تأخر عمليات الإنقاذ وفي غضون دقائق معدودة غرقت العبّارة بالكامل واستقرت في أعماق البحر الأحمر قبالة [سواحل سفاجا].
بالرغم من وضوح (إشارة الاستغاثة) التي أطلقها (القبطان حسن مورو) قبطان السفينة في تمام الساعة الحادية عشرة والربع مساءاً؛ والتي أوضح فيها أنه يحتاج إلى التحرك السريع من مسؤولي الميناء لإنقاذ الركاب ؛ ولكن بدأت أول عملية إنقاذ في تمام الساعة (الثامنة صباحاً) أي في اليوم التالي من غرق العبّارة؛ وظل الركاب في البحر لمدة أكثر من ثماني ساعات في المياه الباردة التي بلغت درجة حرارتها خمس درجات مئوية فقط.
تأخر عمليات الإنقاذ
[مجتوش من امبارح ليه!؟]
هذا السؤال الذي وجهه [محمود عبد العزيز] أحد الناجين من الحادث إلى فرق الإنقاذ، وكانت الإجابة أن خروج اللنشات في الليل ممنوع!
بدأت عمليات الإنقاذ وتم الدفع بالانشات الإنقاذ؛ ودفعت [القوت الجوية] أيضاً بعدد [ثلاثة طائرات] من طراز[c-130] للقيام بعمليات البحث عن الضحايا وإنقاذهم، وبلغ إجمالي عدد الناجون من الحادث حوالي ١٧٨ شخصًا تم نقلهم إلى [مدينة سفاجا].
ولقى ما يقارب الـ ٤٦٧ شخصًا مصرعهم فمنهم من مات غرقاً ومنهم من مات من شدة التعب والإرهاق؛ في اليوم الثالث من غرق العبّارة تم العثور على جثمان الكابتن حسن مورو قبطان السفينة وكان محتضناً البوصلة.
هل تسبب القبطان حسن مورو في غرق سالم إكسربيس!؟
أشارت بعض المصادر والتقارير الإخبارية إلى أن قبطان السفينة (الكابتن حسن مورو) أراد أن يختصر عدد ساعات الرحلة فغير مسار العبّارة واتخذ طريقاً مختصراً؛ ولكن هذا الطريق كان من المحميات الطبيعية وممنوع الصيد به بسبب احتوائه على الكثير من الشعاب المرجانية وهذا ما تسبب في وقوع الكارثة.
وقد تم تشكيل لجنة فنية لتحديد أسباب غرق العبّارة؛ ومعرفة من المسئول عن غرقها؛ وورد في تقرير اللجنة أن القبطان انحرف عن الطريق لذلك فهو المسؤول عن وقوع الكارثة بينما أكد بعض الشهود الناجين من الحادث أن العبّارة انحرفت عن خط سيرها في أثناء الرحلة وأن القضاء والقدر هو المسؤول عن وقوع الحادث.
وإذا كان القبطان بالفعل غير مسار العبّارة واتخذ طريقاً مختصراً؛ فكيف سيعرف أن هذا الطريق يحتوي على الشعاب المرجانية بدون أن تكون هناك أي إشارة أو تحذير تشير إلى أن تلك المنطقة به شعاب مرجانية.
فقد توالت العديد من الانتقادات إلى الحكومة بسبب عدم وجود أي لافتات أو علامات إرشادية تشير إلى أن تلك المنطقة تحتوي على الشعاب المرجانية.
[ بعض الناجين من حادثة غرق سالم إكسبريس يروون تفاصيل الحادث ]
[لسه صوتها وصورتها وهي بتغرق في ودني.. كأنها خشب قديم وبيتكسر] هكذا وصف [محمود عبد العزيز] واحداً من الناجين من حادثة غرق العبّارة "سالم اكسبريس" شكل وصوت المياه وهي تندفع إلى الغرفة التي كان يقيم بها.
ويحكي محمود أن العبّارة بعد أن اصطدمت بالشعاب المرجانية اندفعت المياه داخلها وانقطع التيار الكهربائي مما تسبب في حدوث حالة من الذعر بين الركاب "المركب بتغرق المركب بتغرق" وتعالت أصوات صراخ وبكاء الأطفال والرجال والنساء.
وهناك ركاب صعدوا إلى سطح العبّارة وهناك من نزلوا إلى الأسفل؛ وقال محمود أن العبّارة عندما بدأت تميل بهم كانوا يذهبون في عكس الاتجاه.
وبعدها بدأ طاقم السفينة يوزعون سترات النجاة على الركاب بشكل عشوائي ويحكي محمود أن سترات النجاة كانت لا تكفي جميع الركاب، وظلت العبّارة تميل حتى غرقت في أعماق البحر.
"البحر غدار ومن لا يعرف السباحة سيموت على الفور"
عندما غرقت العبّارة بدأ الركاب الذين لا يعرفون العوم يغرقون واحداً تلو الآخر؛ ويحكي محمود أنه حتى الركاب الذين كانت لديهم قدرة على العوم؛ لم يتركهم موج البحر على قيد الحياة لأن أمواج البحر كانت عالية للغاية وبدأت تسحب الناس وتقتلهم.
لدرجة أنه بمجرد أن تمر دقيقة كان هناك شخص يموت؛ حتى الأشخاص الذين كانوا يرتدون سترات النجاة كانوا يموتون أمام عينيه وظل محمود يقاوم الموج ويدفع الجثث من طريقه ويمشي إلى أن تم إنقاذه.
"الأنثى الوحيدة الناجية من حادث غرق العبّارة"
تحكي[ حنان عوض] "الأنثى الوحيدة" الناجية من حادثة العبارة [ سالم إكسبريس ] والتي كانت تعمل في طاقم التمريض على العبّارة أنها سمعت صوت أحد أفراد طاقم العبّارة يقول لقبطان السفينة : [أن العبارة مش واخدة سرعتها الكافية] وسمعت أيضاً أن هناك طريقاً مختصراً يفضله القبطان لتوفير الوقت واختصار عدد ساعات الرحلة؛ فهرعت الممرضة إلى الطبيب وأخبرته بما سمعت فقال لها الطبيب [ما تخافيش وخليكي في الكابينة بتاعتك].
بعد ذلك توقفت العبّارة وبدأ الطاقم يطلقون الكرات السوداء على سطح الماء للإشارة إلى أن هناك أعطال بها؛ وعندما نظرت الممرضة إلى داخل غرفة القيادة وجدت المياه قد وصلت إلى شباك العبّارة؛ وسمعت القبطان حسن النجدة والمساعدة الفورية.
وفي أثناء تواجد الممرضة داخل غرفة العلاج اندفعت المياه إلى الغرفة وبدأت الأدوية تتساقط أمام عينيها؛ وفجأة انطفأت الأنوار وسحبتها الأمواج وألقت بها في المياه؛ وسمعت من حولها صوت صراخ الأهالي والأطفال؛ وهناك من كان ينطق الشهادتين وظلت الممرضة تقاوم الموج وتنزل إلى أسفل المياه ثم تعود وتصعد مرة أخرى؛ وأمسكت بمجداف خشبي وكانت الجثث تحاوطها من كل مكان.
ظلت حنان تقاوم الموت؛ ورأت أن بعض الناجون كانوا يحتضنون الجثث لكي يطفو بها فوق سطح البحر؛ وهناك من قام بتغطية وجه الجثث احتراماً له.
وتحكي الممرضة عن موقف حدث لها في البحر؛ حيث رأت [منتصر] وهو واحد من طاقم العمل على السفينة أصابه التعب في ظل برودة المياه ومقاومة الأمواج فخلع سترة النجاة وأعطاه لحنان ونطق الشهادتين ثم ترك نفسه للغرق.
وتم إنقاذ حنان بعد أن تجمد جسدها في البحر؛ وتحكي الممرضة عن موقف حزين آخر وتقول: أنها رأت أحد الركاب بعد أن تم إنقاذه فرد ذراعيه وقال لحنان [كانت بنتي على أيدي.. وزوجتي على أيدي التانية قبل الغرق].
![]() |
متعلقات ضحايا سالم إكسبريس مازالت عالقة في البحر |
![]() |
الهدايا |
![]() |
ملابس الأطفال |
![]() |
راديو |
![]() |
التلفزيونات |
![]() |
الدراجات |
![]() |
السيارات |
![]() |
حقائب العبارة سالم إكسبريس |
متعلقات ضحايا سالم إكسبريس مازالت عالقة في البحر
ويبقى الشيء الوحيدة الشاهد على تلك المأساة الإنسانية التي عاشها الركاب هو حطام العبارة و متعلقات الضحايا التي استقرت في أعماق البحر وظلت غارقة حتى وقتنا هذا فيمكنك أن ترى [ملابس ولعب الأطفال، قوارب الإنقاذ، والدراجات والسيارات والحقائب التلفزيونات والهدايا وممتلكات المعتمرين].
تحول موقع غرق سالم إكسبريس إلى أهم مناطق جذب محبي الغطس
أصبح موقع "غرق سالم اكسبريس" من أهم مناطق جذب محبي وهواة الغطس في البحر الأحمر؛ حيث يجذب موقع غرق العبارة آلاف السائحين من مختلف أنحاء العالم، الذين يأتون إلى مصر لمشاهدة حطام العبّارة والتجول بداخلها ومشاهدة متعلقات الضحايا وقد نمت الشعاب المرجانية والقشريات والطحالب على جسم العبّارة.
![]() |
تحول موقع غرق سالم إكسبريس إلى أهم مناطق جذب محبي الغطس. |
![]() |
هواة الغطس |
[ فيلم ماكو والعبّارة سالم إكسبريس ]
فيلم " ماكو" هو فيلم مصري قصته مستوحاة من أحداث غرق "سالم إكسبريس"؛ وتدور أحداث الفيلم حول ذهاب مجموعة من الأصدقاء في رحلة غطس إلى موقع حطام العبّارة الغارقة "سالم إكسبريس" وتبدأ بعدها مطاردة أسماك القرش لهم.
الفيلم من بطولة [نيكولا معوض، ناهد السباعي، مراد علمدار ، عمرو وهبة، منذر ريحانه ، بسمة، فريال يوسف، محمد مهران، وسارة الشامي] ؛ إخراج [محمد الرشيدي] ، إنتاج [محمد الشريف].
![]() |
فيلم ماكو والعبّارة سالم إكسبريس |
اقرأ أيضا: مثلث برمودا النسخة المصرية