كتبت أية أبوالغيط
إنهم الإرهابيين المتطرفين، الذين لا يتوقفوا عن سفك دماء الأبرياء، دون أي شفقه أو رحمة، يخربوا، ويدمروا ويهدموا، شعوبنا، والمجتمعات ،وينشرون أفكاراً، ومعتقدات عنصرية غير آدمية ،تحرض على إباحة سفك الدماء.
فبأي وجه حق يفجرون ويقتلوا الأبرياء، فما ذنب هؤلاء الضحايا ،ومن احل لهذا الإرهاب الغاشم قتلهم ،فجميع الشرائع السماوية حرمت قتل النفس.
وقد نهى الله عزّ وجل عن قتل النفس في قوله تعالى
كذلك قوله تعالى في سورة {المائدة الآية ٣٢}
وكم من جرائم ومذابح ارتكبتها تلك الجماعات الإرهابية الخاشمة، راح ضحيتها الآلاف من المدنيين ،والعسكريين الأبرياء فما ذنب هؤلاء الضحايا!؟ .
الإرهاب والإسلام:
وليس من العدل والإنصاف، الربط بين الإسلام والإرهاب فالإسلام دين تسامح ومحبة، وعدل، وتعايش سلمي مع كافة البشر، و الأديان الأخرى ،ونهى عن الإرهاب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أما الذين يقتلون الأبرياء ،وينسبوا أنفسهم للإسلام، فالإسلام بريء منهم ومن تصرفاتهم لأن الإرهاب مرفوض في نظر الإسلام.
والأمثلة على أن الإسلام دين تسامح يكمن، في أنه كفل للأديان الأخرى حرية الاعتقاد حيث جاء ذلك في قوله تعالى في سورة البقرة{الآية :٢٥٦} {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ} وكذلك قول تعالى.
الإرهاب وتجنيد الشباب والمراهقين:
أن المشكلة الأخطر تكمن في أن تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة تلجأ لتجنيد الشباب ،والمراهقين ،ولم يتوقفوا عن إقناعهم بمعتقدتهم العنيفة المتشددة ،لكن كيف يتم إقناع هؤلاء الشباب بقتل الأبرياء أو تفجير أنفسهم من أجل التخريب وقتل موطنين لا ذنب لهم بلا أي رحمة!؟
هؤلاء الشباب يتحولون إلى إرهابيين مجرمين، يقتلون ويرتكبون أبشع جرائم القتل والإرهاب بكل وحشية، ودم بارد دون أي شفقة أو رحمة، اعتقد أن هذا بسبب غياب الوعي الديني السليم الذي يحرم ويجرم، ما تفعله تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة.
لذلك فإن توعية الشباب بالفكر الديني السليم، قد ينقذهم من الوقوع تحت يد هؤلاء الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تقوم بتجنيدهم، ونشر أفكارهم المتشددة بينهم، وجعلهم إرهابيين متصورين أنهم بتفجير أنفسهم وقتلهم لمواطنين أبرياء هكذا يجاهدون في سبيل الله ويقتربوا من دخول الجنة.
أن تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة ،يجندون ويختارون بعناية الشباب الفقدين للتفكير في مستقبلهم ضعيفي الإيمان، ولديهم ميول إجرامية، و مستعدين أن يبيعوا أنفسهم من أجل المال، فتقوم تلك الجماعات المتطرفة بغسل رؤوسهم وتجندهم، وإقناعهم بالقتل والإرهاب وأنهم بذلك على صواب و سوف يدخلون الجنة.
وتتخذ تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة من الدين ستارًا لجرائمهم، رغم أن الدين يتناقض تماماً مع معتقداتهم ويحرمها ، لكن الحقيقة أن هدفهم الأول والأخير هو الربح والسلطة على حساب القتل والإرهاب بلا أي إحساس أو رحمة ، والغريب أنهم يحللون لأنفسهم قتل من يختلف معهم وبكل آسف لا نستطيع إقناعهم بأنهم مجرمين يقتلون أبرياء لا ذنب لهم.
وتلك الجماعات المتطرفة أصبحت أكثر عنفاً ووحشية من ذي قبل ولم يتوقفوا، فأصبحوا يفتخرون بجرائهم مثل:
عصابات داعش التي تستخدم الإنترنت في الترويج لأنفسهم، وينشرون فيديوهات وحشية، يستعرضون فيها جرائم قتلهم وذبحهم للأبرياء.
مثل عملية الذبح الجماعية التي شملت ١٥ شخصًا ،ذكروا أنهم عسكريون سوريين، وقاموا بذبحهم في فيديو صوت وصورة تم نشره بتاريخ ١٦ نوفمبر ٢٠١٤.
أو مثل الفيديو الذي تم نشره لطفل داعشي يطلق النار على رجلين ،وذكروا أن تهمتهم هي التجسس على الدولة الإسلامية ، حتى الأطفال يتم تجنيدهم وجعلهم إرهابيين.
أو فيديو آخر تم نشره على الإنترنت يظهر فيه عصابات داعش وهي تقتل ٢٥ رجلاً من الجنود السوريين رميًا بالرصاص ، وفيديو آخر تم نشره بتاريخ ١٥ فبراير ٢٠١٥ ظهر فيه جماعات داعش وهم يعدمون ٢١ مسيحيًا مصريًا.
تلك الأمثلة جزًء بسيط من الفيديوهات الوحشية غير الآدمية التي تقوم جماعات داعش بنشرها أثناء تنفيذ جرائمهم بدم بارد؛ وما يحدث أيضًا في مصر من تفجيرات، وهجوم مسلح وقتل الآلاف من المدنيين في سيناء، أو ما يحدث من إرهاب في فلسطين.
أن الإرهاب لا دين له، ويشكل خطراً يهدد كل دول العالم ،وهذا يستدعي إيجاد حلول للقضاء على الإرهاب.
لكن السؤال هنا من يقوم بتمويل تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة وما مصلحتهم من هذا التخريب والدمار وإثارة الفتنة!؟