![]() |
الحياة في سِلك |
سِلك الكهرباء لم يشهد استقرارًا طوال حياته، ما دامت فيه الحياة دام فيه التزاحم، كأنه حتى يحيى لابد من التعارك والتلاحم، نحاول اخفاء هذا السلك المزعج بقد الإمكان لأن ظهوره يعطي منظرًا سلبيًا، وعلى الرغم من هذه القسوة التي نمنحها للسلك الكهربائي إلا أنه ام يعاملنا بنفس المعاملة، كي يضيء السلك غرفةً كاملةً يحدث داخله صراعات لا حصر لها، للنظر نظرة سريعة داخل السلك الكهربائي.
عند توصيل الدائرة الكهربائية تتدفق الملايين من الإلكترونات داخل السلك، فتسبح بين الجزيئات الحرة المتواجدة داخل المعدن المكون منه السلك، فيحدق الاحتكاك والتنافر والتجاذب بين الشحنات السالة والموجبة، ومن هذا الاحتكاك يتدفق سيل هائل من الطاقة التي تصل بدورها إلى إلى مصدر الإضاءة المتواجدة فيه، ومن ثَمَّ تتحول هذه الطاقة المكونة من الإلكترونيات الحرة إلى طاقة ضوئية، أو قد تحتلف باختلاف احتياج الإنسان من طاقة ضوئية أو حرارية أو حركية.
كل هذا الصراع الحادث داخل سِلك كهربائي فهو صراع من أجل حياتنا، وبعد كل هذا لا نعيره أي اهتمام بل نحاول عدم رؤيته تمامًا.
العجيب أن هذه الحياة تشبه حياتنا تمامًا؛ كلٌ منَّا بداخله صراعات لا حصل لها، قد يحمل كل منَّا صراعات في أم رأسه تكاد تنفجر الرأس منها، ومع ذلك يحاول إخفاءها حتى يظهر الشكل الخارجي للناس كما يحبون رؤيته، مستقرٌ، هادئٌ، ساكنٌ، لكنه من الداخل به صراعات كصراعات الإلكترونيات الحرة داخل الدائرة الكهربائية.
اقرأ أيضا: حقيقة مشروع المليار الذهبي الماسوني