![]() |
قصة ثلاثة توائم تم الفصل بينهم عند ولادتهم لاستخدامهم كفئران تجارب والتقوا صدفة بعد مرور ١٩ عامًا |
كتبت: آية أبو الغيط
جرات أحداث تلك القصة المأساوية في دولة الولايات المتحدة الأمريكية، فكيف تم فصل هؤلاء التوائم عن بعضهم منذ ولادتهم، وتوزيعهم على ثلاثة عائلات مختلفة من أجل إجراء تجربة علمية عليهم، وفي النهاية وبعد ١٩ عامًا التقوا ببعضهم عن طريق الصدفة لتنكشف الحقيقة كاملة، ونتعرف علي أخبار العالم العربي اليوم من خلال كوكب الإعلام ويوضح لكم تفاصيل القصة.
تعرف على قصة الثلاثة توائم الذين تم الفصل بينهم عند ولادتهم لإجراء تجربة علمية عليهم
جذبت قصة الثلاثة توائم المنتجين في جميع أنحاء العالم وحوّلوها إلي أفلام وثائقية وحققت الأفلام نجاحًا هائلًا، وبعد الكشف عن حقيقة ما حدث مع هؤلاء التوائم الثلاثة تصدرت قصتهم محركات البحث وعناوين الصحف العالمية، وأصبح التوائم الثلاثة وهما: إدوارد غالاند وروبرت شافران وديفيد كيلمان حديث الناس ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، لكن الجانب السيء في تلك القصة أن التوائم الثلاثة عانوا من مشاكل نفسية تسببت في انتحار أحدهم بسبب الاكتئاب، ولعلك الآن تتساءل ما هي القصة ؟ ولماذا تم فصل هؤلاء التوائم عن بعضهم؟!.
ماهي قصة الثلاثة أشقاء التوائم؟،وكيف بدأت أحداثها؟!
بدأت قصة الثلاثة التوائم في عام ١٩٦١ عندما أنجبتهم أمهم الحقيقة في الثاني عشر من شهر يوليو نتيجة علاقة غير شرعية، ولهذا قررت الأم أن تتخلى عن أطفالها وسلمتهم إلي وكالة Louis Wise Adoption.
ملحوظة
في عام ٢٠٠٤ تم إغلاق هذه الوكالة وكالة Louis Wise Adoption بعد سلسلة من الفضائح، حيث تبين أن الأطباء النفسيين الذين كانوا يعملون بها كانوا يستخدمون الأطفال الأبرياء من أجل إجراء التجارب العلمية عليهم، والتي كان معظمها تجارب غير إنسانية.
وعرضت الوكالة الثلاثة أطفال للتبني، ولكن تم عرضهم للتبني منفصلين عن بعضهم، وتبنت ثلاثة أسر مختلفة الأطفال، ولم تخبر الوكالة أية عائلة من هؤلاء بأن لكل طفل من الأطفال شقيق، ولم تعطي لأية عائلة خيار بأن يتبنوا الأطفال الثلاثة معًا، ولكن لماذا فعلت الوكالة ذلك؟.
لقد عرضوا الأطفال للتبني منفصلين لأن عالم النفس بيتر نيوباور التابع لوكالة Louis Wise Adoption أراد أن يجري تجربة علمية عليهم، لمعرفة ما إذا كانت طبعية الإنسان البيولوجية هي التي تتحكم به أما التنشئة، ولذلك فصل التوائم عن بعضهم وتم وضعهم في ثلاثة بيئات مختلفة اجتماعيًا، وثقافيًا، واقتصاديًا، لمعرفة مدى تأثير ذلك على شخصيات التوائم فيما بعد.
وكان الدكتور بيتر نيوباور صاحب التجربة يزور الأطفال دائمًا في منازلهم، بحجة أنه يقوم بإجراء أبحاث على الأطفال المتبنين، وكان بيتر يجري تجارب واختبارات نفسية مكثفة على الأطفال، برفقة فريق من الباحثين، وأحيانًا تكون التجارب قاسية، وقد تم تصوير كل هذه التجارب.
وكان يزرهم بفارق ساعات فقط في نفس اليوم، ثم يجري التجارب عليهم، وبعد ذلك يشاهد التجارب التي قام بتسجيلها ويقارنها مع بعضها البعض ثم يدون ملاحظاته؛ وبعد مرور ١٩ عامًا من الفراق وبعد أن عاش التوائم مع ثلاثة عائلات مختلفة اكتشفوا عن طريق الصدفة في عام ١٩٨٠ أنهم أشقاء وأنه تم الفصل بينهم لإجراء اختبارات عليهم، وأن هذه الحياة التي عاشوها كانت مرتبة.
![]() |
عالم النفس بيتر نيوباور |
كيف اكتشف الأشقاء ذلك الأمر؟
انكشف الأمر عندما ألتحق روبرت شافران بكلية Sullivan County Community الموجودة في نيويورك، وفي بداية اليوم الدراسي عندما ذهب روبرت إلي الجامعة استقبله زملاؤه بترحيب شديد وكانوا يعانقوا ويمزحون معه على أساس أنه صديقًا لهم، وتفاجأ روبرت من ذلك الأمر لأنه لم يذهب إلى هذه الكلية من قبل.
.تعجب روبرت من ذلك الأمر وعندما أخبر الطلاب أنه لا يعرفهم ظنوا أنه يمزج معهم، ولكن روبرت أكد لهم بأنه ليس هو صديقهم إدوارد غالاند أو إيدي، الذي كان قد درس في الكلية نفسها في العام الماضي.
وتفاجأ مايكل دومنيتز وهو صديق إدوارد غالاند، عندما سأل روبرت هل هو من مواليد ١٢ يوليو لعام ١٩٦١، وإجابة روبرت بنعم، فقال له مايكل أنه يعتقد أنه له شقيق توأم فهو نسخة طبق الأصل منه، وبعد ذلك أراد روبرت أن يقابل إدوارد غالاند.
وفي الفيلم الوثائقي Three identical Brother و الذي ناقش قصة حياة التوائم تم عرض مشهد لقاء روبرت مع شقيقه إدوارد غالاند، الفيلم تم إصداره في عام ٢٠١٨، وهو موجود على منصة Netflix يمكنك الاطلاع عليه.
لقاء الأشقاء
وبعد أن تقابل الشقيقين تبين أنهم توائمين متطابقين ، ولهم نفس الملامح، من حيث البشرة الداكنة والشعر المجعد والبنية الثقيلة نفسها وبالتأكيد نفس تاريخ الميلاد ١٢ يوليو لعام ١٩٦١، وبعد ذلك تم كشف الحقيقة وتبين أنهم شقيقين بعد مراجعة سجلات المستشفى التي ولدوا بها، فالتوائم كانوا على علم بأنهم طفلان بالتبني، ولكنهما لم يعلموا أن لكلًا منهما شقيق توأم، وأنه تم استخدامهما كفئران تجارب لإجراء تجربة علمية عليهما.
وبعد أن انكشفت الحقيقة تصدرت قصتهم محركات البحث وعناوين الصحف، ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، وتفاجأ التوائم وكل من أطلع على قصتهم بأن لهما شقيق توأم ثالث.
وأوضحت وسائل الإعلام أنه قد تم التعرف على الشقيق الثالث، عندما تلقت والدت إدوارد غالاند بالتبني مكالمة هاتفية من التوائم الثالث والذي عرف نفسه بأنه يدعى ديفيد كيلمان، وأنه مهتم بقصة المتوائمين، ويعتقد بأنه الشقيق الثالث لهم لأنه يشبههما إلي حد كبير جدًا؛ وتم التأكد بالفعل من أن ديفيد كيلمان هو شقيقهما الثالث، وانقلبت حياة التوائم عندما علموا بقصة والدتهم الحقيقة.
اكتشاف حقيقة التجارب التي تم إجراؤها على التوائم وانتحار إدوارد غالاند "أيدي".
عندما بدأ التوائم الأشقاء يبحثون عن ماضيهم، ومعرفة سبب تخلي والدتهم عنهم، اكتشفوا حقيقة التجارب التي أجريت عليهم؛ كان روبرت شافران قد تبنته أسرة من الطبقة العاملة، أما الشقيق الثاني ديفيد كيلمان تبنته عائلة من الطبقة العليا، وبالنسبة للشقيق الثالث إدوارد غالاند فقد تبنته عائلة من الطبقة المتوسطة.
وبعد أن اجتمع الأشقاء أخيرًا بعد فراق دام لمدة ١٩ عامًا، قرارا أن يعيشوا معًا في بيت واحد، وشاركوا معًا في افتتاح مطعم، واشتهرت قصتهم وكانوا يرتدون ملابس متشابهة، ولكن سرعان ما حدثت خلافات بينهم، حول طريقة العيش وظروف العمل، وبدأ الأشقاء يشعرون بأنهم مهمشين، حتى انتحار إدوارد غالاند بسبب الاكتئاب.
انتحار إدوارد غالاند
ففي عام ١٩٩٥ تم نقل إدوارد غالاند إلي المستشفى بسبب مروره بأزمة نفسية سيئة وإصابته بالاكتئاب، وتبين أن علاقته مع والدته بالتبني كانت متوترة، وبمرور الوقت بدأت حالته النفسية تسوء أكثر من الأول حتى انتحر عن طريق إطلاق النار على نفسه وهو في عمر ال ٣٣ عامًا.
ونتيجة لذلك أصيب الشقيقين روبرت وديفيد بحاله من الخزن بسب موت شقيقهما، ثم ابتعدوا عن بعضهما وعاش كل واحد منهما حياة منفصلة، وتبين أن الثلاثة أشقاء لم يكونوا هم الوحيدين الذين تم فصلهم من أجل إجراء التجارب عليهم فقد تم إجراء التجربة على حوالي ١١ توائم.
ولم ينشر الدكتور بيتر نيوباور أي شيء عن دراسته تلك، ولم يسمح لأي شخص بالإبلاغ عليها أو قارئتها، وهي محفوظة حتى وقتنا هذا في جامعة بيل، ورفضت الجامعة الكشف عن الدراسة تحقيقًا لرغبة الدكتور بيتر الذي أوصى بعدم فتح دراسته إلا في عام ٢٠٦٥.
ويطالب الشقيقين روبرت وديفيد بالكشف عن الدراسة، وتقديم اعتذار رسمي لهم وتعويضًا من المجلس اليهودي وهو المسؤول عن وكالة Louis Wise Adoption.
وكشفت صحيفة Washington post أنه في عام ٢٠١٩ قالت المتحدثة باسم المجلس اليهودي أن المجلس اليهودي لا يوافق على تلك التجربة التي أجراها الدكتور بيتر نويباور، ونحن نقدر غاية الفيلم الوثائقي الذي ناقش القصة لكشف الحقيقة ووضع قضية الثلاثة أشقاء تحت الضوء.
وتابعت قائلة: نتمنى أن يساعد الفيلم الوثائقي في لم شمل جميع الأطفال التوائم الذين فصلوا عن بعضهم، ونتمنى أن يعرفوا هويتهم الحقيقة.
اقرأ أيضا: زرع شريحة في ذراعه منذ ٢٥ عامًا.. تعرف على قصة بطل شخصية اللمبي ٨ جيجا الحقيقي