![]() |
تاهت أسمائهم بين ضحايا الإعصار ..الإبلاغ عن غياب ٢٩١ مواطنًا مصريًا في مدينتي طبرق ودرنة الليبية |
كتبت: آية أبو الغيط
قالت هيئة الأمم المتحدة أن هناك أكثر من عشرة آلاف شخص من ضحايا الإعصار دانيال مازالوا مفقودين حتى وقتنا الحالي، ومن ضمن هؤلاء الضحايا يوجد ٢٩١ مواطنًا مصريًا قد تم الإبلاغ عن اختفائهم في مدينة درنة ومدينة طبرق الليبية، تابع باقي التفاصيل وأخبار العالم العربي اليوم من خلال كوكب الإعلام.
تاهت أسمائهم وسط ضحايا الإعصار ومنهم من تم دفنه في المقابر الجماعية
قال جمعة أبو جازية وهو من ضمن المتطوعين للقيام بدفن جثث الضحايا في المقابر الجماعية، أن الجثث تراكمت في الشوارع وفاحت رائحة الموت في كل مكان، ولهذا فقد تتطوع للمساعدة في عملية دفن الجثث التي بدأت تتحلل.
وتابع قائلًا: أن من ضمن ضحايا الإعصار الذين يدفنهم يوميًا يوجد مواطنين مصريين وسوريين وسودانيين، موضحًا أن المناطق التي ضربها الإعصار معروفة يتمركز السكان الأجانب بها بسبب رخص إيجارها.
وأوضح جمعة أن فرق الهلال الأحمر الليبي والأهالي المتطوعين يقومون بغسل وتكفين المئات من الجثث يوميًا ثم يتم إرسالها له لدفنها، وتابع أن الجثث معروفة الهوية يتم تسجيل أسمائهم ثم يتم دفنهم مع بعضهم، أما الجثث مجهولة الهوية نضعها في مكان آخر وننتظر قدوم أفراد الطب الشرعي لأخذ عينات الحمض النووي DNA منهم.
وأشار إلى أنه في بداية الأمر كان الوضع عشوائيًا، وكان يتم دفن الجثامين بسرعة دون أخذ عينات الحمض النووي من الجثث المجهولة، ولكن مع مرور الوقت بدأت الجهات المختصة تأخذ العينات من الجثث ثم يتم تسجيل بياناتهم، وتابع أن المسؤولين في الهلال الأحمر الليبي يرسلون لهم الملابس والأدوات اللازمة لمتابعة عمليات الدفن.
وأضاف أن أعداد الجثث كبيرة جدًا وفي تزايد مستمر، وكل يوم يتم انتشال الجثث من البحر ومن تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أنه دفن في منطقته فقط ١٠١٠ شخصًا حتى وقتنا الحالي، وأوضح أن عمليات الدفن تبدأ منذ بداية النهار وتنتهي في تمام الساعة الثانية صباحًا.
أين يقيم المواطنين المصريين العاملين في ليبيا
أوضحت وزارة الهجرة في بيانًا أن هناك نحو ٢٠٠ ألف من المواطنين المصريين المقيمين في ليبيا يقيمون في الشرق وهي المناطق المنكوبة والمتضرر بسبب الإعصار، و ١٥٠ ألفًا في الغرب، وقالت وزيرة الهجرة أنهم تلقوا أكثر من ٤٠٠ اتصالًا هاتفيًا من أهالي المصريين العاملين في ليبيا، بعد أن فقدوا التواصل معهم عقب حدوث الإعصار.
وكانت هيئة الصحة العالمية قد طالبت من السلطات الليبية عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي، وعدم دفن جثامين المتوفين مع بعضهم في مقابر جماعية، لأن ذلك سوف يتسبب في حدوث مشاكل نفسية لأسر الضحايا، هذا بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والقانونية، وطالبت المنظمة بأن يتم دفن الموتى في مقابر فردية.
ولكن مع تزايد أعداد الجثث يتم دفن المتوفيين في مقابر جماعية، وبسب ذلك أصدرت دار الإفتاء في دولة ليبيا فتوى لتسهيل عمليات دفن الجثث وهو أنه من الممكن أن يتم دفن الجثث بغير غسل إذا لم يكن هناك من يغسلهم، وبالنسبة للأكفان فيمكن استخدام الأكفان المصنوعة من القماش أو غيره، ويجوز استخدامها سواء كانت الأكفنة لونها أبيض أو أي لون آخر ، ويجوز في حالة الضرورة أن يتم تكفين أكثر من جثمان في كفن واحد وأن يدفنوا في مقبرة واحدة حتى وأن كانوا رجال ونساء.
![]() |
تصريحات أهالي الضحايا المصريين |
![]() |
أهالي الضحايا المصريين |
تصريحات أهالي الضحايا المصريين
تقول سعاد عادل وهي شقيقة الشاب عمرو، من ضمن المصريين المفقودين في ليبيا أن أخر مكالمه أجراها شقيقه مع زوجته ونجلته كانت قبل ساعات قليلة من حدوث الإعصار، وبعد أن ضرب الإعصار ليبيا، حاولوا أن يتواصلوا معه ولكن انقطع الاتصال، وفي النهاية تمكنوا من التواصل مع أحد أصدقائه، وأخبرهم أنهم صعدوا جميعًا إلي سطح أحد المباني العالية، ولكن بسبب شدة الإعصار لم يصمد المبنى واغرقتهم السيول وتفرقوا جميعًا.
ويقول أحمد إبراهيم أنه بعد أن رأى الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت مناظر المباني المنهارة التي ابتلعها البحر حاول أن يتواصل مع أبن خاله ويدعى أحمد صبحي ويبلغ من العمر ٢١ عامًا، ولكن انقطعت جميع أخباره ولا يستطيع الوصول إليه.
وتابع أنه تواصل مع صاحب المبنى الذي كان يقيم به فأخبره بأن المبنى أختفى تمامًا، وبعد ذلك تواصل مع أحد الضباط في ليبيا فأخبره بأنه لو كان حيًا لظهر ولكن عدد الناجين قليل جدًا، ووضع الضباط اسم الشاب المصري أحمد صبحي على قوائم المفقودين.
ويقول جمعة أبو جازية أنه في أحد الأيام جاءت إليه سيدة مصرية وبرفقته جثث زوجها ونجليها في سيارة ربع نقل وطلبت منه أن يدفنهم ثم ذهبت لتبحث عن نجلها الثالث.
وقال لا أعرف حتى الآن ما هو شعور هذه السيدة، أو غيرها من الأشخاص الذين فقدوا ذويهم في هذه الكارثة، أن ما حدث هو مأساة بمعنى الكلمة.
ويقول الأب ياسر محمد أن نجله الأكبر البالغ من العمر ٢٣ عامًا وصل إلى مصر من ضمن الجثث التي عدت إلى مصر بالتنسيق مع السفارة المصرية في ليبيا والسلطات الليبية، أما أبنه الأصغر عماد البالغ من العمر ١٨ عامًا لم يعود إلى مصر وتم دفنه هناك في مقابر جماعية.
وأوضح أن أحد أقاربه الذي كان يقيم في دولة ليبيا تمكن من التعرف على جثة نجله الأكبر وبعد ذلك تواصل معه وأخبره أن جثمان نجله الآخر لا يصلح للنقل إلي مصر وتم دفنه في المقابر الجماعية.
اقرأ أيضا: أمواج البحر تدفع جثامين ضحايا الإعصار دانيال نحو الشاطئ