![]() |
( إذا أردت أن تشاهد عظمة مصر فانظر إلى مسلاتها و التي تعبر عن الخلود ) |
بعد مطالعتي لكتاب " الكاتب المصري" للدكتور سيد كريم ، وجدت نفسي أمام تساؤلات و إرهاصات .. و آمال لا حدود لها ، تدور بمخيلتي و تؤرقني و تكاد تذهب النوم من عيني ، و هي أن الكثير الكثير من شواهد وأوابد حضارتنا المجيدة قد تم سرقتها جهاراً نهاراً..!
فرقة آثار مصر لا يعادلها سوى سرقة بردياتها ، فالآثار هي النتاج المادي و الفني " الصناعي" عند المصريين و كذلك البرديات هي النتاج العقلي الفكري و الأدبي عندهم و من العجب أن السرقة تمت للإثنين معاً ..! سرقوا هذه و تلك ..
و قد توقفت طويلاً أمام " قضية" سرقة المسلمات المصرية وتوزيعها على عواصم العالم المختلفة و التي يصل عددها المكتشف نحو ١٢٠ مسلة ، لم يبقَ منها في مصر سوى ثلاث فقط ..!!
و هي أكبر سرقة في التاريخ ، غير أن ما استرع انتباهي و ملك علىَّ حواسي ، هو سرقة مخطوطاتنا النادرة ، من برديات و سجلات تمثل جزءاً كبيراً من تفاصيل العبقرية الثقافية ، الفكرية و العلمية في حضارتنا الفريدة .. بل أن الكثير من كلاسيكيات الأدب العالمية ، كان المصريون القدماء سباقين فيها و أصحاب " حقوق المؤلف " عن جدارة و استحقاق.
وهو ما يعد إشارة عظيمة لعظمة تراثنا .. فمثلاً حكايات " كليلة و دمنة " ذائعة الصيت ، يعرف عنها أنها من كتابات الفيلسوف الهندي " بيدبا " وترجمة الأديب العربي " بن المقفع" و لكن الحقيقة أننا لم نبحث جيداً في تراثنا العتيق ، و إلا كنا قد وجدنا أن أقدم نص تاريخي لهذا الطراز من القصص كان بقلم الكاتب المصري القديم ، ذاك الجالس القرفصاء ، و هو ليس نصاً واحداً و إنما " ثروة" من النصوص كما يقول د سيد كريم ، كتبها الحكيم المصري " كاجني" و الأديب كايروس و المعلم نصري و غيرهم ..
كما أن من هذه النصوص أيضاً التي كتب معظمها عام (٢٨٥٠) قبل الميلاد كانت قصصاً تدرس في مدارس الدولة الوسطى ، و كان من عناوينها " الثعلب والأوز " ،" الذئب راعي الغنم " و الغزالة الجميلة " ..و غيرها الكثير ، و إن قلنا أن هذا مثلاً توارد أفكار ، فهل التشابه في صفات الحيوانات -ووصفها – التي تمثل أبطال تلك القصص شيء منطقي ..!؟
يتبع ..
اقرأ أيضا: الدعوة عامة ..