كتبت: ايمان توفيق
بما اننا في الدنيا، والدنيا دار الشقاء والتعب وربنا سبحانه وتعالي قال كده في سورة البلد الاية (4)
إذن مفيش مفر من إننا هنقابل في الحياة صعوبات كتيرة، جوانب حياتنا كلها عمرها ماهتكون مثالية وكاملة لازم هيكون فيه نقص، في الدنيا، و نقص فينا كبشر، ومن كتر ما بقينا بنشوف الشقاء اللي بيعيشوه الآخرين علي السوشيال ميديا فمبقيناش بنتحمل الصعوبات بتاعتنا بس، لا بقي بيدخل لعقلنا سلبيات من كل اتجاه.
صوت السلبية والايجابية
و السلبية صوتها أعلى من الايجابية بكتير، لو لاحظت هتلاقي إنك لما تدخل تقرأ كومنتات علي بوست بتلاقي الكومنتات اللي بتشد الانتباه هي الكومنتات السلبية اللي فيها ناس بتهين بعض وفيها دراما وخناقات والبوستات اللي بتلفت نظرنا بتكون البوستات السلبية، فغصب عننا عقلنا بيستقبل طول الوقت السلبيات دي.
ولو قررت بقا تعزل نفسك وتعيش في سلام، وتنعزل عن السوشيال ميديا هتلاقي حد من معارفك جاي يزوركوا وبيكلمك عن مشكلة ما في حياته أو مرض ما بأدق تفاصيله، أو حادثة حصلت لبنت عم خال أبوه اللي مات من خمس سنين، المهم إنك هتلاقي قدامك أي سلبية وخلاص.
ساعتها غصب عننا بنكتئب ونحس احساس وحش وكأن طاقتنا استنزفت بسبب إننا أحيانا ما بيكونش عندنا الجرأة نقول للناس دي إننا مابنحبش نسمع الكلام ده، بتخلص القعده السلبية من هنا وعقلك اللاواعي يقولك تعالالي بقا فاكر لما حصل في الماضي كذا، فاكر قد إيه أنت كنت ساذج، فاكر لما أذيت فلان بالكلام و أحرجته قدام الناس زمان وخليت الناس تضحك عليه، فاكر لما فضحت سر حد أمنك عليه.
طب أنت بقا إيه اللي عرفك إن المرض اللي سمعت عنه النهارده ده مش هيجيلك في المستقبل وتتعب وماتلاقيش حد جمبك، طب إيه اللي عرفك إنك مش هتتجوز جوازة وحشه زي اللي سمعت عنها النهارده دي أو تحصلك حادثة زي اللي حصلت لفلان.
غير النظارة
قد إيه الكلام ده يخوف ويضايق وللأسف بتلاقي نفسك مش عارف أبداً تسيطر علي الأفكار دي، إحنا محتاجين بقا نغير النظارة اللي بنشوف بيها الحاجات حوالينا، محتاجين كمان نحط حدود للناس عشان نحمي سلامنا النفسي اللي مش كتير هيكونوا مهتمين يحافظولك عليه، وللاسف لو لاحظت، هتلاقي الناس الايجابيه اللي في حياتنا قليلين و قد يكونوا مش متاحين أغلب الوقت زي السلبيين.
حق نفسك عليك إنك تحميها من كل ماهو ضار ومؤذي، محتاج تتكلم بجرأة وتقول للي بيتكلم عن مرض أو حادثة بتفاصيلها لو سمحت مابحبش أسمع تفاصيل الحاجات دي، محتاج تقول للي بيضغط عليك عشان تتجوز او تخلف إنك تقول مش عايز اتكلم في الموضوع ده ومن غير مبررات.
ومحتاج تغير النظارة بالنسبة للأحداث السلبيه سواء اللي بتحصل حواليك أو اللي عقلك بيصورهالك عشان يخوفك، حاول تدور علي أي شئ ايجابي في وسط كل الأشياء السلبية وترد عليها بصوت عالي، قول فيه حادثة حصلت لفلان بس الحمدلله أنا بخير وصحتي وكويسه ومش هيحصلي كده، فلان اترفد من شغله وحالته المادية اتدهورت، بس أنا إن شاء الله مش هيحصلي كده.
و حتي لو حصل، فربنا مدبر الأرزاق و رزقي مش هيضيع هيجي من ناحيه تانيه، جوازة فلان طلعت مش ناجحة، بس أنا بحاول أطور نفسي واتعلم وإن شاء الله جوازتي هتبقي ناجحة، عقلك بيفكرك بالماضي، قول حصل خير أنا عملت ده بجهلي زمان.
نظرة تفاؤل
الحكاية كلها إنك بتغير النظارة عشان تبص للأشياء اللي بتحصل بنظرة فيها تفاؤل وحسن ظن بالله؛ لأن لو سبت نفسك للسلبيات المنتشرة صحتك النفسية هتروح وسلامك الداخلي هيتآكل، دور علي سلامك الداخلي في كل حاجة وتغافل عن كل حاجة سلبية مش هقولك ماتبقاش علي معرفة وعلم بالأخبار مثلا اللي بتحصل، لا إعرف لو تحب بس ماتتعمقش وتدخل في تفاصيل ممكن تأذيك نفسيا، لو سمعت عن حادثة ممكن تقرأ قصتها بس مش لازم خالص تروح تشوف الفيديو بتاعها اللي بيسببلك ألم نفسي.
وافتكر دايما إن سلامك النفسي يستاهل إنك تغير النظارة اللي بتبص بيها للأمور عشان تحافظ عليه فحارب لأن هو ده اللي لو موجود وسليم هتفضل دايما يديلك طاقة ويطلعك لقدام، ويديلك دافع إنك تكمل في الحياة وأنت شايف نعم ربنا عليك وممتن ليها، وعارف قيمتك كويس وممتن لكل حاجة حلوة بتحصل بتسعدك وكل حاجة وحشه بتحصل بتقويك وتعلمك.