كتبت: ايمان توفيق
"معندكش أوبشن" الاسئلة التطفلية السخيفة:
في مجتمعنا العربي اللطيف، أنت معندكش أوبشن إنك تكون في حالك، ومع نفسك، ماعندكش أوبشن إنك ترفض تقول مجموعك في ثانوية عامة، أو إيه هي خططك المستقبلية، وإيه شكل الحياة اللي بتتمناها، وناوي تتجوز دلوقتي ولا هتستني شوية، وياترى بقى هتخلف بعد ماتتجوز علي طول ولا هتأجل، و على كده بقى بتقبض كويس من شغلك، وغيرها من الاسئلة التطفلية السخيفة اللي بنقابلها أغلب الوقت، وأحيانًا كتير بتكون مش عايز ترد عليها لأنك شايف إنها اسئلة شخصية أوي، وإن الناس مالهمش حق خالص يعرفوا إجاباتها.
بتعيش وأنت حاسس إنك محاصر بالناس اللي مركزة معاك دي اللي تدخلها في حياتك بيوصل إنها تعدل عليك، أو تنتقدك فلو افترضنا إنك قولت مجموعك في الثانوية وطلع قليل، هيقولولك ما أنت أكيد مكنتش مهتم بالمذاكرة أوي، وكنت بتضيع وقت، ولو جبت مجموع عالي هيقولولك طب ليه دخلت كلية طب كنت ادخل كلية الفضاء الحلزوني والثقوب السوداء، ولو رفضت تقول مجموعك خالص، هيقولولك إيه ده أنت خايف نحسدك ويتقمصوا، يعني في كل الأحوال هتلاقي ناس كتير بتطلعك مقصر، وشايفين إن كل اللي أنت عملته مش كفاية لا، عايزينك تقلب سبايدر مان حالًا وتطلع خيط عنكبوت من شرايين إيدك تنقذ بيها العالم.
وهكذا سواء حبيت تتجوز بدري، أو تأجل شوية، تخلف بعد الجواز علي طول، أو تأجل شوية، أو أنتِ تتجوزي بعد الكلية على طول، أو تشتغلي الأول، وتعملي كارير، أو تقرر تدخل كلية تجارة رغم إن مجموعك جايب طب؛ عشان بتحبها وعارف إنك هتتفوق فيها، ولا تدخل طب عشان مستخسر مجموعك في كلية التجارة، وعشان الناس هتقول إيه.
أغلب الوقت هتلاقي ناس بتسأل في أدق تفاصيل حياتك، وشاغلين بالهم بإيه اللي عندك، منين، وبكام، والحقيقة الناس دي لو وفرت بس ربع التدخل اللي في حياتك ده، وحولوه لأنهم يهتموا بحياتهم، يطوروها، وينشغلوا بحالهم الوضع هيتنقل نقلة تانية خالص.
طنش الدوشة اللي حواليك:
الفكرة بقى إننا فعلًا ماينفعش نشغل بالنا بالناس دي خالص، ولا باللي بيقولوه، ولا نمشي في حياتنا بنسعى لارضائهم؛ لأنهم مش هيرضوا ومن واجبنا تجاه نفسنا إننا نعمل اللي شايفينه صح ومناسب لحياتنا طالما حاجة حلال طبعاً؛ لأن إحنا اللي بنعيش، وإحنا اللي بندفع تمن اختياراتنا، وقراراتنا، محدش هيجي يشيل معاك نص الشيلة بالعكس أنت هتشيل لوحدك، و أول مايلاقوك واقع في مشكلة هيتخلوا عنك إلا من رحم ربي طبعًا فاتحرر من الناس دي؛ لأن فيه ناس مش بتحترم حرية الشخص في اختيار أي حاجة تخصه وتريحه هو شخصيًا وعايزين حياة الناس تمشي بالطريقة اللي هم عايزينها، فعيش حياتك وماتسمعش لكل الدوشة اللي حواليك دي.