كتبت أية أبو النجا
لما بتلاقي حد بيعمل حاجة لكل الناس عشرة على عشرة ويجي عنده هو وما يعرفش يعملها ولو حتى بنسبة واحد من عشرة .. زي مثلًا المحامي اللي مش عارف يحل مشكلته ، ودكتور الأسنان اللي أسنانه شكلها مش مظبوط ساعتها بنقول جُملة "باب النجار مخلع".
طيب إيه أصل الحكاية، وليه بيتقال باب النجار مخلع ليه مثلًا مش باب السواق أو باب الكهربائي مخلع .. إشمعنى النجار يعني.؟
الحكاية بتبدأ من زمان أوي كان في نجار شاطر جدًا ومعدي حدود الشطارة بمراحل وبسبب كده اتعرف بمهارة شغله الكبيرة؛ بس الراجل ده بعد ما كبر في السن أخد قرار إنه يبطل شغل وخلاص كفاية كده وأعيش اليومين اللي فاضلين في هدوء وراحة و روقان.
ولكن صاحب الشغل كان رافض قراره وفضل يقنعه بكل الطرق إنه يكمل ومكنش عاوزه يسيب الشغل، وده بسبب إنه كان أشطر واحد في مجاله ، وكمان مخلص جدًا؛ فاستخدم معاه كل طرق الإقناع عشان يكمل في الشغل، ومن ضمن الطرق دي إن قدمله عرض زيادة في الفلوس ومايسبش الشغل بس برضو النجار رفض، وصمم على قراره وإنه حابب يرتاح.
وبعد كل المحاولات الإقناعية بدأ اليأس يسيطر على صاحب الشغل ووافق على قرار النجار بس ده في مقابل إنه يعمله طلب وهيكون آخر شغل يعمله، وهو إنه يبنيله بيت كبير جدًا، فوافق النجار وبدأ الشغل في بناء البيت ولكن كان بيعمل الشغل من غير ضمير لأنه خلاص كان جاب آخره، وكان بيعطي أي حاجة في الشغل أقل من الوقت اللي محتاجاه ده غير كمان استخدامه للخامات الرديئة في البناء، ومكنش في أي تناسب ما بين خبرته الكبيرة والطريقة اللي بنى بيها البيت .. بمعنى أدق "شغل كروتة يعني".
وبعد فترة انتهى من بناء البيت وراح لصاحب الشغل عشان يسلمه المفتاح بس الصدمة بقى إن صاحب الشغل مرضاش يأخد المفتاح، والصدمة الأكبر إن قاله البيت ده هديتك مني ومكافأة نهاية الخدمة بعد تعبك وإخلاصك وإتقانك في الشغل السنين اللي فاتت، وبسبب كده قررت إن إنت اللي تعمله لنفسك لأن مفيش حد في المدينة كلها في مهارتك.
بيقولك النجار من الصدمة معرفوش يفوقوه، وده لإن لو كان عارف كده من البداية مكنش هيعمل الشغل بكروتة و أي كلام، وكان هيشتغل بضمير؛ ويعدي الوقت ويفوت والخشب بدأ يقع من البيت وشكله بقى مخستع كده، وكل ما الناس يعدوا من قدام البيت يضحكوا ويقولوا لبعض بصوا "باب النجار مخلع"
والدرس المُستفاد من الحكاية دي إيه بقى؟
إنك تتعلم منها إن لما تيجي تعمل حاجه يا إما تعملها بضمير وكأنها ليك أنت يا إما ماتعملهاش من أصله.