كتبت أسماء سالم
زمان لما كنا نعمل حاجة حرام و يجي حد ينبهنا كان يقول جملة مخيفة أوي "بس يا حبيبي لتتسخط قرد"، إيه رأيك بقى لو قولتلك أنه حصل وكان فيه بشر زيي و زيك أصبحوا قرود؟! طب إيه اصل الجملة دي؟
جاء القرآن الكريم بالكثير من القصص عن الأقوام السابقة وعنادها مع الله عز وجل وكفرها بمن أرسل إليها من الرسل وما بعثوا به وعذابها في الدنيا وخسارتها لنعيم الآخرة لتكون عبرة وعظة لمن تبعها، ومن بين تلك القصص قصة أصحاب السبت التي ورد ذكرها في كثير من سور القرآن الكريم ورفضهم لما شرع الله و تحايلهم الذي انتهى بتحولهم إلى مسوخ.
من هم أصحاب السبت وماهي قصتهم؟
هم قوم من بني إسرائيل وردت قصتهم في سورة الأعراف الآية ١٦٣
و أيضاً في سورة البقرة الآية ٦٥
بدأت أحداث القصة عندما أمر الله اليهود بأن يكون يوم الجمعة هو عيدهم وأن يتفرغوا لعبادة الله تعالى فيه، وكعادة اليهود رفضوا ذلك و أرادوا يوم السبت فأجاب الله عز وجل مطلبهم وحرم عليهم الصيد في ذلك اليوم و من هنا بدأ الابتلاء، على عكس كل الأيام، كان يوم السبت هو اليوم الذي تكثر فيه الحيتان والأسماء على الشاطئ، وعندما يأتي اليوم التالي لا يبقى لها أي أثر إلى أن يأتي السبت الجديد فتظهر الحيتان وبكثرة مرة أخرى على الشاطئ وفي اليوم التالي تختفي تمامًا.
مكر أصحاب السبت و تحايلهم.
ظل الحال كما هو لفترة لم يرد ذكرها إلى أن نفذ صبر اليهود على طاعة أوامر الله، وبدأ قوم منهم يفكرون في حيل تسمح لهم بالصيد في ذلك اليوم الذي حرم الله، فمنهم من كان ينصب الشباك يوم السبت فتقع فيها الحيتان و يخرجونها يوم الأحد، ومنهم من يحفر حفرًا عميقة في الأرض بحيث تعلق فيها الحيتان، وآخرون كانوا يقومون بثقب أنف الحوت و ربط طرف خيط في أنفه والطرف الآخر مربوط في وتد على البر و يصطادونه يوم الأحد تحايلاً منهم وخداع لله عز وجل.
ومن هنا فقد تم انقسام أهل القرية لـ ثلاث فئات: الفئة الأولى كانت عاصية، ظاهرها أنها تطيع أمر الله ولا تصطاد السبت وإنما الأحد وباطنها ماكرة تُخادع الله، والفئة الثانية كانت منكرة لفعلتهم و تبرأت منها واخذت تنهاهم عن فعلتهم و تأمرهم بالمعروف وتحذرهم من غضب الله وعذابه إذا حل عليهم، أما الفئة الثالثة فكانت صامتة لا تفعل فعلتهم ولكنها أيضًا لم تنكر فعلهم وإنما سكتت عن المنكر.
عذاب أصحاب السبت
لم يمل الناصحين لهم عن النهي و التحذير من عذاب الله ويقال إن أهل هذه الفئة قاموا بعمل فاصل بينها وبين أهل الفئه الأولى المخالفة لأمر الله، وأيضًا لم يكفوا عن فعلتهم وإنما استمروا على فعلهم ظنًا منهم أنهم يمكرون على الله وما كان ذلك سوء خداع لأنفسهم حيث ورد في سورة البقرة الآية ٩
ظل الأمر مستمر إلى أن أتى وعد الله و أنزل عليهم سخطه فحولهم من بشر من نسل بني آدم إلى قردة، فخسروا الدنيا التي كانوا يسعون لأجلها و أيضًا الآخرة التي فيها مأواهم ولازمتهم لعنة الله إلى الأبد وكان ذلك جزاء فعلهم ومكرهم وخداعهم على الله.