كتب محمد بدوي
وسنتحدث اليوم عن طبيب كان يعمل في مهنة الطب وسط الأطباء والمرضى، ينقذ حياة البشر ويداويهم من أمراضهم المزمنة لكي يجعل أجسادهم ذات نضارة، يرجعون إلى من يحبونهم وهم في أحسن حال بسبب وصفات هذا الدكتور الذي وهبه الله للبشرية ليكون لهم هو من يداويهم بحكمة من الله.
ثم إستقال من مهنة الطب 1960 ليصبح مؤلف وروائي وفيلسوف، بعد أن كتب مقالات شتى وكانت بدايته في كتابة المقالات في الصحف المصرية، وكتب أيضا في مجلة روز اليوسف مقالاتهِ، ونشرت له قصة بعنوان "القطة الصغيرة" سنة 1947 في مجلة الرسالة والتي كانت أول مجلة تحظى بنشر قصة له لكي يقرأها العامة من البشر.
كان الدكتور: مصطفى محمود يعالج أجساد المرضى بالأدوية والعقاقير، وبعد أن إستقال بدء يعالج الفكر الديني والفلسفي والإنساني، وبأفكارة التي إتسعت لها الأوراق الخالية بدء يدونها في سطور لكي تخرج تداوي كل هذه الأفكار التي لا طائل لها، فقد بأفكارة وقلمه الذي جدير بأن يذكر في كتب التاريخ قد داوى الكثير من الأفكار التي تدور في عقل المرء، قد تعلمنا من كتاباته ما صعب على المعلم أن يعلمنا إياه في المدارس التعلمية وغيرها.
التقديرات
ورغم كل ما ناله من إنتقادات ومحاكمات ومصادرة كتبه في عهود بشر ورفع الحظر في عهود بشر لكن بعقلية أخرى، كتابات مصطفى محمود لها الكثافة العالية التي تجذب القارئ، وقد حاز على الكثير من الجوائز التشجيعية والتقديرية والأدبية ومنها عندما فاز بجائزة الدولة التشجيعية عام 1970 بالأدب وعن الرواية التي بعنوان رجل تحت الصفر، وفاز أيضًا بجائزة الدولة التشجيعية لعام 1975 وحصل أيضًا في رحلته عن كتاب "مغامرة في الصحراء"،كما حاز على جائزة من الدولة وهي جائزة تقديرية في الأدب لسنة 1995.
نشأة مصطفى محمود
نشأ ميلاد مصطفى محمود 27/ديسمبر/1921 في قرية ميت خاقان مركز شبين الكوم محافظة المنوفية جمهورية مصر العربية، وتوفى 21/أكتوبر/2009..( عن عمر ناهز السبعة وثمانون عامًا من يوم ميلادة).
ماضي ولن ننساه
كأنها إنطفئت أنوار الفكر المصري والعربي بل العالم أجمعه، رحل عن الدنيا بعد أن ترك أفكارة تحيا في مؤلفاته التي تركت بصمة قوية في عقول القراء إنسان ترك الطب وإتجه إلى طب العقول يداوي بالقلم عقول البشر وأفكارهم، إنسان تخلى عن مهنته لكي يجعل قلمه الشجن يدون أفكارة على أوراق، يقرأها القارئ في سطور مرموقة ذات رونق إنساني مبدع.
لقد علمتنا مصر أن شعبها شعب ولاد بالعقول المبدعة ولا تنسى ماضيها مهما جاء الأجدد، إنها خالدة بأقلامها الواعدة، إنها أنجبت الكثير من الكتاب الذين لهم شأن عالي في توسيع الافكار وتصليح بعضها، لقد أنجبت شخص عظيم شخص طبيب وفيلسوف وكاتب إنه "الدكتور مصطفى محمود" ضياء عصره والعصور القادمة.