بقلم إيمان عبد المقصود
الجهل منتشر في المجتمع، ولكنه ينتشر بطرق ووسائل مختلفة وعلى الرغم من كثرة المتعلمين ودراسة المواضيع المختلفة، إلا أنه يسيطر على عقول البشر عادات وتقاليد مستوحاه من حياة المقربين إليهم، ومن الصعوبة تغيير ذلك في أذهانهم حتى ولو كان طالب مُتعلم والقليل مِنّا يغير من هذه المعتقدات الخاطئة، وسأوضح لكم فكرتي بسرد هذه القصة..
الجهل والسلبية طريق الخطأ
قد أمر حاكم بالصين بوضع الصخرة الضخمة بالطريق الرئيسي مما أغلقهُ تمامًا، وأمر الحارس أن يراقبها من وراء الشجرة ليخبرهُ ماهو رد فعل الناس، فمر شخص من أكبر تجار البلد ونظر للصخرة باشمئزاز وانتقد مَن قام بوضعها من غير أن يعلم أن من فعل ذلك هو الحاكم، وقد دار ذلك التاجر من حول هذة الصخرة وقد رافع صوته قائلًا "سوف أقوم بالذهاب لاشكو هذا الفعل، وسوف نُعاقب مَن وضعها"، وقد مر رجل يعمل بالبناء وفعل مثلما فعل التاجر ولكن بصوت ليس عاليًا ، وبعد مرور يومين جاءت مجموعة من الفقراء وقاموا بالوقوف بجانب هذة الصخرة الضخمة وقاموا بالسخرية مِن بلادهم وقد وصفوا مَن قام بوضعها بأنة جاهل وأحمق وفوضوي ثم انصرفوا.
وبعد مرور يومين من هذا جاء شاب مثقف لم يتكلم وإنما بادر إلى هذه الصخرة محاولًا دفعها بمساعدة مِمَن يمر، مما أدي ذلك إلى تشجيع الآخرون وساعدوه واستطعوا إزالة تلك الصخرة من الطريق وعندما أزاح الشاب المثقف الصخرة وجد صندوقًا صغيرًا به قطعة ذهبية ورسالة ورقية مكتوب بها "من الحاكم لمَن يقوم بإزلة الصخرة فهذه مكافأة من أجلك وذلك لأنك إنسان إيجابيًا ويأت بالمبادرة وبادرت بحل هذة المشكلة بدلًا من الشكوى والصراخ "، أعجب الحاكم بتصرف هذا الشاب وجعله وزيرًا للتطوير ثم زَوجهُ ابنته.
الآن نترك كل ما يشغلنا، وينظر كُل ِمنّا كم من مشكلة نُعاني منها، ونستطيع حلها بكل سهولة مع التفكير السليم ومساعدة الآخرين دون الثرثرة وعلو الصوت، والفكرة هنا ليست في المشكلة التي نتعرض لها بل في عقولنا نحن بما نفكر..؟ وماذا نفعل..؟ ومن أين نبدأ..؟
قد نحتاج للمساعدة، المقاومة والدفع، المهم أن نبدأ قبل أن ينتشر الجهل والسلبية في المجتمع بشكل كبير، وبذلك نقوم أيضًا بتشجيع الآخرين على تقبل الحياة بما فيها، وقدرتهم على حل المشكلة ماداموا يريدون ذلك.