كتب محمد بدوي
معركة مع الذات، التي يسعى لها كل شخص يؤمن بكل ما بداخله من طموح وأحلام، يريد بها أن يصل لكل ما هو مستحيل، فكن مثل العابر الذي يسلك طريق الوصول إلى نهاية المحطة، التي توجهت إليها واتخذت هذا المسار دون علم بأن هذا الطريق به عوائق شتى، تجتازها حين تسير على وجهتك التي حددتها لذاتك، وستقابل أيها العابر من الإحباط، اليأس، الفشل، الخذلان والتجاهل، وستتذوق أسماعك من الأحاديث والأقاويل ما يكفي لكي تسقط أرضًا، فعليك ألا تدع أيًا من هذه الوسائل أن ترْدَع بك أرضًا.
عندما يستخدم الإنسان منا الصمت وفن اللامبالاة، ستخضع له كل البشرية خوفًا من هذا الصمت الذي أحاط به، وسيعلمون أن ثقتك هي التي تحارب كل هذه العوائق، كن مثل الأسد عندما يصدر زئيرًا تخشع له كل الحيوانات خوفًا منه.
اليأس
لا تيأس من هذه المحاولات التي انتهت بالفشل العارم، ومع كل محاولة فاشلة ستتعلم منها أشياء لم تكن تخطر على البال، لا تستسلم للفشل ما دُمت لم تصل إلى نهاية المطاف، انهض وحاول ستنجح حتى لو تكرر الفشل، ستصل حتى لو امتلك اليأس طموحاتك، ستنال ما تريده حتى ولو لم تكن الظروف معك.
الظروف هي أداة يستخدمها كل شخص منا، لكي يبرر كل الفرص التي ضاعت منه، ولم ينتهزها جيدًا، لأجل مسمى يدعى الظروف، لم تكن الظروف يومًا الحاجز المانع لكي تمنعك من الوصول إلى طموحاتك، بل عقلك الباطل يوحي لك أنك لست السبب في ضياع هذه الفرص بل أقنعك أن الظروف لم تقف بجوارك، متى كانت الظروف حاجزًا أخبروني؟، ومهما كانت الظروف هي الحاجز المانع لديك، فلماذا أعطاك الله هذا العقل وهذا الجسد لكي تعمل وتفكر كيف تعالج هذه الظروف، وتجعل لنفسك ظروف أفضل تليق بك لا أحد يساعد أحد، نفسك بنفسك.
فأنت الداعم الأول والأخير لنفسك، لا تتلقى دعم من أي شخص كان قريبًا أو بعيدًا كن أنت، فلن يدعمك شخص إلى نهاية المطاف، سيأتي يوم وستفقد هذا الدعم، فلماذا لا تكن أنت الداعم الأول والأخير لنفسك ولذاتك ولثقتك، لن تحتاج إلى دعم أحد، طالما أنت تعطي لنفسك دعمًا كافيًا يجعلك أقوى ممن أنت عليه، وليس الضعف عبء على شخص؛ لأن الإنسان في حد ذاته ضعيف لأنه يخشى الله، وقوى لأنه لا يَهَابُ البشر.
معارك
إنها معارك يخوضها الإنسان من أجل أن يحيى حياة جديدة؛ لتغير هذه البيئة إذا كانت لا تليق به، ستخوض معارك شتى ستحارب من أجل البقاء، ستفرح كثيرًا بالنصر الذي ستحققه، لكن ستحتفل به أنت وكل من نقى ذهنه وعقله من أجلك، لا تفرح بالنصر عندما تجد الأعداء يتمتعون بالخير الذي تركته خلفك، دعهم يعلمون لولا هم ما كنت الآن سلطانًا عليهم، لولا هذه الأساليب التي كانوا يستخدمونها معك ما كنت وصلت.
لا تيأس
وهكذا الإنسان منا يخضع لأمور كثيرة بين الفشل، الإحباط، الإنكسار، الخذلان، اليأس، المعاناة، الجهد الجاهد، الحيرة، اللغوب، التَخَبَّط والمحاولات التي على غير طائل، والمحاولات الفاشلة، الأَفَنُ، الخوف، التوتر والإنهزام، ولكن ستجد ما يجعلك تتغلب على كل هذه السلبيات وستجد الإيجابيات أقوى بكثير؛ فعليك دائمًا أن تثق بأن لديك عزيمة قوية، وقوة تحمل أي شيء صعب، وحبل من الصبر ليس له نهاية.
ونتجه إلى قولة تعالى..
فلا تيأس في هذه الحياة، وانظر وتخيل في قول الله عز وجل، واعلم أن الله سيكون معك في كل خطوة تخطوها ووراء كل نجاح عظيم دعم من الله، سيدعمك الله لأنك عبده الذي تخشاه ولا تخشى غيره، ثق بأن الله معك، وثق في ذاتك وطموحاتك وقدرتك على الوصول إلى المستحيل، إنها معركة مع الحياة ستخضوها حتمًا وستصل إلى نهاية المطاف وستحقق المستحيل.