كتب محمد بدوي
العلم يسير على خطاة العقلاء، يسعون إليه في غاية بناء مستقبل علمي ينير لهم مسارهم في الدنيا، فهو يؤثر في كل الأجيال القادمة لتكون أجيال مبصرة عقليًا لا يسودها الجهل بل يسودها العلم؛ ليكن هو الحافظ للعقول التي تسيطر عليها الجهل المفرط.
فالجهل كأس من التجرع ستذوقه طوال حياتك إذا لم تذق ذل العلم، وترقى مدارك عقلك وتنبت به نباتًا تكون جذورة قوية مثل النخيل الذي تتمد جذورة بباطن الأرض، لا تعرف أن تقتلعها من أفواه الأرض، هكذا هو يظل الجانب الإيجابي لديك الذي يثمر ثمارًا متواصلة تصل به إلى القمة، يظل يرافقك أمد العمر وبه ستكون ذا شأن عالي تعلو صيحاتك وتصل إلى ما تسعى إليه، ولة جذور لا تقتلع من الإنسان، ومكانته التي تعلو فوق النظراء.
كثيراً ما نلاقي الأخطار وتعب الأسفار في سبيل تحصيلة والاستزادة منه والنضوج به، وتمركز على شاطئ العلم بعد خوض معارك بسفينة الإبحار في بحر يعلوه أمواج الجهل، نسهر الليالي الطوال منكبين على سفينة العلم بين الدروس نواجه أمواج الجهل ومعارك تستنزف كل طاقتنا من أجلة.
فهو كلمة تجعل العقل سليم لا يقع في المعاصي، لا يستسلم للجهل، يعالج الأخطاء، يزين صاحبه ويزين عقله عن بقية العقول، فجميعنا نحمل هدفًا مشتركًا للوصول لأعلى درجاتة ، فهو نور يسير على الأرض يسعى إليه العقلاء؛ لتحصيل قدر كافي منة يبذلون قصارى جهدهم من الأموال وزهرة الشباب، ويسهرون الليالي الطوال من أجل العلم.
منزلة العلم
تعلو به إلى مراتب الملوك والأمراء فطالما رفع العلم من الفقير إلى أعلى درجات في الدنيا، وتسمو به العقول إلى عيون الاجلال وعظمته في سبيل بذله فية ؛ لأنه يجلو صدأ العقل الإنساني ويجعله مثل الألماس الذي يلمع في المفاوز، ويشير على الأخلاق الكريمة التي تتصف بها وهذا بفضلة، ومن الذين يحتملون ما يحتملون من التعب والمشقة والسهر والذل والضعف والحذر من التهافت والسقوط، فقد نالت شعوب مرادها به وتحررت أوطان، لقد اجتهد البشر في اكتشاف ما يفيد العلم والتعلم.
فمنذ عصور قديمة والعلم يسود العالم تتقدم الشعوب، وبالجهل توجد شعوب هابطة، لا تعلو بالجهل فكلما رفعك سيأتي يوم تسقط به ولن تقف مرة أخرى، هكذا الجهل لا يرفع صاحبه بل يهدمه ويدفنه أسفل الأرض كيف يعيش المرء بالجهل كيف لم يعطي وقته للتعلم بدل الجهل هل كنت تعلم أن الجهل لا يزين صاحبه بل يعيبه، إنه يقتل بشرية ويحطم أوطان ويدمر كل بيوت العز والكرم.
أهميتة
العلم نور يزين صاحبه ينال منه الشرف والتقدير بين الناس تعلو به سماته في الحياة لو لم يكن موجودًا لهدمت البشرية، ويخوضون معارك شتى يقتلون النفوس والاطفال وينهبون بعضهم البعض دون أن تهتز هذه المشاعر من هول ما يفعله الجهل بعقولهم، لا يفرقون بين النساء والرجال هذا على هذا، ويقتلون الفتيات الصغار مثلما فعل الجهلاء في العصور القديمة ويشربون الخمور ويستسقون العقول بالجهل، فجاء العلم نوراً وهاجاً من عند لله في الكتاب وبالأنبياء والصحابة والسنة والعلماء والفقهاء وغيرهم ؛ ليخرج كضوء يحتل الأرض يسودها من الغرب للشرق ومن الجنوب للشمال، يعالج كل قارة يسودها الجهل، ليأتي ويقضي على أذهان الجهل.
ويتمركز العلم كالؤلؤة داخل عقول من يطلبة لينال شرف الدرجات، يلي لهذا الجهل الذي يغرق به كل إنسان لا يعرف أن يبذل جهده الجاهد في العلم يشقى ويتعب وينفق من أجلة، مع كل ما تستنزفه من مال وزهرة شباب وأيام وليالي وأعوام في التعلم فحتماً ستنال كل ما سعيت إليه سعياً خوفاً من أن تكون من هؤلاء الجهلاء، لا تكن في يوم من الأيام جاهلاً…
تعلم فهو نور للعقل وللجسد، لا تبخل من إعطاء ما تعلمته لشخص جاهل يحتاج للعلم… بادر في الإعطاء بكل مما تحمله من علمك ، وذلك لكي تجعل الشعوب جميعها تحملة مثلك، مامن وطن يسوده الجهل وشئونة مستقرة، لكن الأوطان التي يسودها العلم فهي مستقرة، واعلم بأن الجهل مرض… من لم يعالجة سيتذوق كأس الجهل طوال حياته، واعلم بأن العلم نور.. ونور الله لا يؤتاه عاصي.