"ما رأيتُ للمُتحابّينَ خَيرًا مِن النِكاح"
بقلم: مها عبد العزيز
قَالوا الحُبّ حَرامًا! فَلماذا لَم يَقُل لم أر للمُتحابّين إلّا "عقوبةً مثلًا"؟ لِمَ كَرّم الحُبّ وأعز قَدرهُ وأرادَ توثيق رابطته وإشهاره عَلَناً بالزواج؟
وكَأنهُ صَلّ اللهُ عليهِ وسَلّم يَقصِد أنّ يَقولُ لا أرىٰ تَكريمًا وإعزازًا للحُبّ إلا الإشهار والفخر بِه عَلنًا و أنّ يُوثَقَ أبدًا وأنّ يَبقىٰ حيًا ولا يُدفَن سِرًا ..أم أنهُ يَقصِد أنّهُ لا شَيء يُشَيِد رابطة القُلوب بِرِباطٍ ثَمين أبديّ أفضل من الزّواج؟ وكأن الزّواج هو الرابطة الأشد قوة ومتانة والعُقدة الّتي لا تُحل والحُبّ الباقِ ما بَقيت الأنفاس.
وكأن يَقول لا يوجد شَيء أَفضل مِنّ الزّواج لِلمحافِظة عَلى قُلوبِكُم بِهِ ولا حبًّا باقيًا إلّا إنّ كان مُرضيًا يُرضي الله وشَريعته، كأنه يقول احبّوا كَيفما شِئتُم ولكن كُلّ حُبّ دون الزُواج فَانٍ، فالحُبّ شَجرة تَحتاجُ جذورها إلىٰ تُربة الزّواج لِتلتحم بها وتَبقىٰ صامدة، وما دون ذلك فهو فان بِلا شك!
ليسَ الحُبّ حَرامًا، إنما الُحبّ أعظم المَشاعِر التي خلقها الله وجَعلهُ سنة في الدُنيا كَي نكتَمِل ونَحيا، فالحُبّ أسمىٰ وأعظم مِن أن يُولد ويَموتُ سِراً، أسمىٰ مِن أنّ يُفنىٰ ويَفني قُلوبنا معهُ، فَالحُبّ ليس حُبّاً إلا عِندما يُشهر به، هو رزق كالغيث يَسِقط عَلىٰ القلب يُنبتهُ ويَحييه.
"لا تواعدوهن سِرًا" بل وَثّقِوا وادخلوا البيوت مِن أبوابها وقوموا ببناء منزلًا وأُسرة واجعلوا من الحُبّ شمساً لا تُختفىٰ ولا تَموت.
أحيوا القلوب بِالحُبًّ الحَلالًا يُباركهُ الله ويرضاه ويخلده في الدنيا والآخرة واحفظوا أنفسكم مِن كُل حَرام يَدخُل القَلب فَيُبهته ويفنيه.
جميل جداً ورائع جدا احسنت النشر
ردحذف