بقلم إيمان عبد المقصود
ينتشر الجهل بسرعة كبيرة في مجتمعنا هذا، وبدلًا من أن يسود العلم ساد الجهل، فنسمع من أُناس مثلنا أقاويل ونصدقها في الحال دون البحث عن الحقيقة، وكأن البشر تعمدت صدق الحديث عن السماع من هذا وذاك، وبهذه الطريقة ينتشر الجهل بل التخلف أيضًا.
وقام بعض العلماء بعمل طريقة توضح كيفية نشر الجهل سأذكرها لكم في هذا المقال..
إن مجموعة من العلماء وضعوا أربعة قرود في قفصٍ واحد وفي وسط القفص يوجد سُلم وفي أعلى السُلم يوجد بعض الموز وإناء به ماء بارد، فصعد أحد القرود لأخذ الموز، وإذا بأحد العلماء يرش باقي القرود بالماء البارد، ومع تكرار هذا الفعل لعدة مرات وبعد فترة قصيرة أصبح كل قرد يصعد السُلم لأخذ الموز يقوم البقية بضربه حتى لا يتم رشهم بالماء البارد، وبعد هذا فلم يجرؤ أي قرد أن يصعد لأخذ الموز خوفًا من الضرب.
ماذا فعل العلماء ( التجربة ) :
وقرر العلماء القيام بعملية تبديل أحد القرود الأربعة ويضعوا مكانه قردًا جديدًا، ومن الطبيعي أن أول شيء فعله القرد الجديد عندما دخل القفص ورأى الموز أعلى السُلم أنه صعد السُلم بحماس شديد ليأخذ الموز، ولكن قام الثلاثة قرود الباقون بضربه قبل أن يصل أعلى السُلم وإجباره على النزول حتى لا يتم رشهم بالماء وبعد أكثر من مرة من الضرب فقد فهم القرد الجديد أن يجب عليه ألا يصعد السُلم مع أنه لا يدرك السبب.
وقام العلماء مرة أخرى بتبديل أحد القرود القدامى بالقرد الجديد، وقد حل به ما حل بالقرد البديل كما أن القرد البديل الأول قام بمشاركة زملائه بضرب القرد الجديد دون أن يفهم شيء، وظلوا هكذا حتى تم تبديل القرود الأربعة الأوائل بقرودٍ جديدة، وصار أربعة قرود لم يرش عليهم الماء البارد، ومع ذلك يضربون أي قرد تُسَول له نفسه صعود السُلم دون أن يعرفوا السبب وراء ذلك.
وبهذه الطريقة تتم صناعة الجهل ومقاومة التطور وأن البعض منا يفعل مثلما يفعل الآخرون دون أن نعلم الصواب والخطأ في ذلك، ولكننا نبرر فعلتنا هذه بأن الكل يفعل هكذا.
ويظل العلم يتراجع والجهل يتقدم والعقول مستسلمة لفعل الخطأ دون البحث عن الصواب ومنع هذا التخلف المنتشر.