كتبت أسماء سالم
تخيل في المستقبل تمشي بكرسي في إيدك وكل ما تقول كلمة حلوة لشخص تحضن الكرسي عشان متحسدوش!
طب إيه حكاية الحسد بالدق على الخشب؟
امسك الخشب أو دق على الخشب هي لفظة مستخدمة وسط كثير من الشعوب العربية كانت أو الغربية بمختلف الثقافات و الأجناس، وتقال عندما يُراد أن يستمر الخير لشخص ما دون أن ينعكس الأمر بالشر،واختلفت حول نشأتها الاقاويل حيث:
يقول البعض أن اصل تلك العادة يعود إلى الرومان و اعتقادهم بأن آلهتهم تعيش في الخشب فكانوا يدقون على الخشب كي تحميهم هذه الآلهة من الحسد والشر.
والبعض الآخر يقول أن هناك أرواح شريرة تسكن في شجر يسمي بحورية الغابة، وأن الدق على الخشب يقوم بمنع هذة الأرواح من أن يسمع ما قيل حتى لا تتدخل و تعكس الخير بالشر، وهناك آخرون يرون أن النقر على الخشب يثير غضب تلك الأرواح فيكتفوا بلمسه فقط، ولكن ما الحقيقة؟
وُجِدَت تلك اللفظة لأول مرة في عهد الإمبراطور قسطنطين، وهو أحد الشخصيات المهمة التي تولت حكم إمبراطورية الرومان، وهي في الأصل تقليد مسيحي كان يقوم به المسيحيون فقط، حيث يقوموا بلمس الصليب الخشبي بشكل متكرر و يقال ثلاث مرات متتالية طلباً المباركة و الشفاء، إلى أن وُضع صليب خشبي مركزي في القسطنطينية فأصبحت عادة عند المسيحيون لمس الصليب، إلى أن تطور الأمر وأصبح من لمس الصليب الخشبي إلى لمس و دق أي شيء مصنوع من الخشب؛ اعتقاداً منهم أن ذلك يحمي من الشر ومن هنا انتشر الأمر، و انتقل من المسيحين إلى غيرهم من الشعوب سواء العربية أو الأجنبية إلى أن وصل للشعوب العربية المسلمة و تحول من تقليد مسيحي الأصل إلى تقليد شعبي يفعله الجميع؛ للتحصين من العين و الحسد بلمس الكرسي أو الطاولة أو اي شيء خشبي عمومًا.
ولكن ما حكم تلك العادة في الدين الإسلامي كشعب مسلم؟
فقد ورد ذكر الحسد و العين في كثير من سور القرآن الكريم، ومثالًا على ذلك سورة الفلق الآية ٥، وسورة البقرة الآية ١٠٩، وسورة الفتح الآية ١٥..وغيرها من آيات الذكر الحكيم.
كما ورد أيضًا في ذلك كثير من أحاديث النبي محمد (ص) والتي منها ما رواه عبدالله ابن عباس أن الرسول ( ص) قال
وعلى ذلك فالحسد مثبت وجوده في القرآن و السنة ولكن يجب أن ندرك جيدًا أن أمر الإنسان وما به وما يجري في هذا الكون بيد الله وحده، فما شاء الله فقد كان وما لن يشاء لم يكن حيث قال الله تعالى في سورة التوبة الآية ٥١.
واستناداً على ما سبق ذكره فالدَقْ على الخشب أمر منكر لا يجوز فعله، وغير ذلك فهو فعل مسيحي الاصل لا يمت لنا بصلة و بدلًا عن ذلك أمرنا الله أن نستعيذ بالله من شر الحسد والحَاسد وأن ندعوه بتمام نعمه علينا، وندرك أنه لو اجتمع أهل الأرض على الشر، لن يكون إلا بإذن الله و إن اجتمعوا على الخير لن يكون إلا بإذن الله.
و ختامًا فيجب علينا كبشر ميزنا الله بالعقل أن نبحث وراء كل كلمة تنطق وعن اصل أي عادة أو تقليد حتى لا نقع في الشرك بالله، عفانا الله و إياكم من ذلك.