من مذكرات إحدهن
بقلم ندا محمود
قد لا نعلم ما يؤلمنا، ولا نشعر بشيء سوى ضجيج الوحدة ورغبة الانعزال، القلب متعب وبه همسات حزن لا تقدر على أن تعلو ولكنها تخرج على هيئة تجاعيد الأيدي والوجه رغم سن العشرين، تساقط الشعر وظهور بعض الحبوب الغليظة لتعيق الإبتسامة براحة وطمئنينة، نرها في السواد المحيط بأعيننا، ونشعر بها ونحن نحاول النوم مبكرًا.
ولكن تفشل المحاولة بعقل يرفض التوقف عن التفكير حتى بزوغ النهار وهنا تختفي شياطين الأفكار وتغمض العين بضع دقائق حتى تأتي رنة الهاتف معلنة عن الزامية الاستعداد لبدء صراع يومي دائم مع زحمة المرور ودوشة البشر وتداخلهم في كل شيء وعلو أصواتهم، وتعقيدهم للأمور، لِمَ لا يكون العالم أكثر هدوء؟! ولِمَ لا تكون الحياة أكثر سهولة؟! ولِمَ لا تمر المواقف بسلام؟! ولم لا يتحول البشر لأكثر لطافة وبساطة؟! لم؟!