كتبت إيمان عبد المقصود
القرآن الكريم كتاب أنزله الله على نبيه محمد (ص) بآياته العظيمة، والقصص والمعجزات التي حدثت من قبل، لكي نتعلم ونتعظ، ولنعلم أن الله وحده هو القادر على كل شئ، وله حكمة في ذلك.
إن القرآن الكريم لم يترك لنا جانب في الحياة لنبحث عنه، بل هو شامل لكل ما نريد معرفته من الأحكام، والعلم، والنصائح أيضًا، وكما قال رسول الله (ص) أن لكل الأشياء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة.
إن سورة البقرة هي السورة الأولي التي نزلت بالمدينة المنورة، وهي السورة الأطول في القرآن ، عدد الآيات فيها ٢٨٦، وتتخطى الجزئين، ترتيبها ثاني سورة، ويقال لها "فسطاط القرآن " لعظمتها، وبهائها، ومواعظها، وكثرة أحكامها.
"أصحاب سورة البقرة"
وهناك من يطلق عليهم "أصحاب سورة البقرة" لمداومتهم عليها، وفهمهم لها، وعملهم بها، كما كان رسول الله (ص) ينادي يا "أصحاب سورة البقرة"، فهي شفيعة لأصحابها يوم القيامة، واشتملت السورة فالأمر على ألف ، والحكم ألف ، وفي النهي ألف ، وألف خبر، وهي تحتوي على آية الكرسي وهي الآية الأعظم في القرآن الكريم.
تسمية سورة البقرة بهذا الاسم:
كان هناك رجلًا غني في بني إسرائيل، فقُتل هذا الرجل في الليل وتركت جثته، ولم يتبين لهم من القاتل، فقد أشار عليهم أحد الناس أن يقوموا بأخذ رأي النبي موسي (عليه السلام)، فقد أمرهم أن يقموا بذبح بقرة، لكنهم غضبوا وظنوا أن نبي الله يسخر منهم، فبين لهم أن هذا أمر الله، وعندما استقروا لذبح البقرة، ذهبوا إلى نبي الله ليدعي ربه أن يبين لهم ما هي، فقد قال لهم موسى إنها بقرة ليست كبيرة ولا صغيرة، ثم طلبوا منه مرة اخرى أن يدعو ربه أن يبين لهم ما لونها.
فقال لهم نبي الله أن البقرة صفراء فاقعة اللون تسُر من ينظر لها، ثم عادوا يماطلون كعادتهم، وقالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ماهي البقرة إن البقر تشابه علينا، فقال لهم موسى (عليه السلام) إنها بقرة لا تستخدم في حرث الارض ولا السقاية ولا عيب فيها، و البقرة التي وقعت عليها هذه المواصفات هي ملك لرجل بار بوالديه، وقاموا بشرائها بذهب يعادل وزن هذه البقرة، فقاموا بذبحها، وأمرهم نبي الله أن يضربوا القتيل ببعضها، وعندما فعلوا ذلك أفاق القتيل وأشار على ابن أخيه بأنه هو من قتله، ثم مات، ولذلك سميت سورة البقرة بهذا الاسم.
ما علاقة آيات سورة البقرة ببعضها؟
وهو أن سورة البقرة مقسمة إلى جزئين، الجزء الأول عبارة ٣ قصص لثلاث خلفاء في الأرض..
١-الخليفة الأول سيدنا آدم "عليه السلام": أن الله سبحانه وتعالى كلفه تكليف ، وكانت النتيجة ٥٠% أنه عصى ربه بعدما أطاعه ، عندما اقترب من الشجرة.
٢-الخليفة الثاني "بني إسرائيل": أن الله سبحانه وتعالى كلفهم تكليف ، وكانت النتيجة ٠% ، ولكنهم لم يقوموا بترك معصية بحق الله إلا وقد فعلوها ، قالوا سمعنا وعصينا.
٣-الخليفة الثالث سيدنا إبراهيم "عليه السلام": أن الله سبحانه وتعالى كلفه تكليف ، وكانت النتيجة ١٠٠% ، وأطاع الله تمام الطاعة.
أما الجزء الثاني من سورة البقرة ، فهو عبارة عن أحكام عن الصيام، القصاص، الطلاق، الربا ، وأحكام الدين والإنفاق.
وبعد هذه القصص والأحكام فمن أنتم من هؤلاء..؟!
سنكون مثل آدم (عليه السلام) عصى ربه ثم تاب، أم هما مثل بني إسرائيل فقد قالوا سمعنا وعصينا ، أم مثل إبراهيم (عليه السلام) نطيع تمام الطاعة.
ذهب الصحابة لرسول الله (ص) غاضبين من حكم الله أنهم سيحاسبون على ما في أنفسهم وما يخفوه ، فقال لهم رسول الله (ص) لا تكونوا كبني إسرائيل مع موسى (عليه السلام) سمعوا وعصوا، ولكن قولوا سمعنا وأطعنا، ونزل بعدها تخفيف من الله سبحانه وتعالى عنهم.
وتم توضيح ترابط الآيات من الكاتب الصحفي محمد يوسف رزين