بقلم ندا محمود
الناس اللي بتقرر تكون لوحدها، بيبقوا فعلا مش عاوزين يبقوا لوحدهم، لما حد يقول لك عاوز أبقى لوحدي ماتسيبهوش لوحده؛ لأنه بجد بيبقى نفسه في حد يمسك فيه ويقوله رجلي على رجلك لا هكل ولا همل منك ومن مشاكلك وحالاتك المزاجية، متسيبهومش لوحدهم وخليكم جنبهم.
الوحدة بتخلق كل وحش جوانا بتحولنا لوحش مزجانجي أو شخص مفرط في الإعطاء بيعطي اللي محتاجه من الناس حتى لو للشخص الغلط، صدقوني الوحدة بتتفرض محدش بيخترها بإرادته فمتفرضوهاش على بعض باستجابتكم لدعوة أنا عاوز أكون لوحدي، وكأن ما صدقتم.
الإنسان الوحيد عمره ما بيقدر يكمل بيقع يمكن يقف بعدها بس الواقعة التانية بتكون نهايته، بيغلط والغلط بيكون كبير بقدر كبر مسافة الوحدة.
كل اللي أقبلوا على الانتحار وتملك منهم اليأس لأنهم حاسوا في نهاية الطريق إنهم من البداية مشيوا فيه لوحدهم، كانوا سد خانة وركن احتياطي لوقت الحاجة.
بنتصرف ومابنفكرش إيه الأثر الناتج عن تصرفاتنا، الرسول ﷺ أمرنا بألا نكون عون لشيطان على إخوانا وأخواتنا، بس الحقيقة إننا بقينا في زمن ما بنعملش فيه حاجة غير إننا بنساعد الشيطان يهد كل أسوار الإنسانية والرحمة والسعادة.
احنا اللي زرعنا بدل الحب حقد، وبدل الأمان خوف، وبدل المروءة ندالة، واحنا مش حاسين.
بقينا كلنا قضاة وبنحكم على غيرنا، لا وبقينا كمان عالمين بالنوايا اللي لا يعلملها إلا الله، طب ليه؟
مين فينا ملاك بجناحات ما بيغلطش؟
قبل ما تحاكم الناس وتتدخل في نوايا أفعالهم حاكم نفسك وشوف نواياك أنت هترتاح وهتتأدب وتريحنا.
حاسب نفسك وأدبها قبل ما تحاسب غيرك، أعمل حساب بل ألف حساب لكل كلمة هتقولها وشوف أثرها هيكون إيه؛ وبلاش تأذي غيرك بكلامك يا عم المعصوم من الغلط.