كتبت أيه أبو النجا
أصدرت حكومة الصين قرارًا في عام 1839 بمصادرة وتدمير ما يقرب نحو 1400 طنًا من الأفيون، الذي كان يتم تخزينه في إقليم "جوانجزو" من قبل التجار البريطانيون ، وأصدر الإمبراطور الصيني قرار بحظر استيراد الأفيون إلى إمبراطورية الصين ، وقام ممثل الإمبراطورية الصيني بالذهاب إلى "مركز تجارة الأفيون" وأجبر التجار الأمريكيون والبريطانيون على تسليم كل ما لديهم من مخدر الأفيون ، وتم إحراقه في حفل كبيرًا.
عدم الصمت عن تدمير تجاره الافيون
لم يصمت الغرب عن ما حدث بتجارتهم وقد أدى ذلك إلى نشوب حرب مابين البريطانيون والصينيين تعرف بإسم "حرب الأفيون" وقام الغرب فيها بإجبار الصين بعد الهزيمه على السكوت عن المواجهه ، وعادت هذه الحرب مرة ثانية في القرن التاسع عشر، وبعد إنتشار المخدرات فأصبح من إحدى طرق سيطره البريطانيون على كل مقدرات البلاد.
محاولة تدمير مصر بالحشيش بعد الإحتلال البريطاني
كان إنتشار المخدرات أحد طرق السيطرة على مصر من قبل الاستعمار ، فبعد الإحتلال البريطاني الذي حدث على مصر انتشرت المخدرات بكثرة ، وذلك حسب ما تم ذكره في كتاب " تعاطي المخدرات بين طلاب المدرسة " وقد عرفها أيضًا الشيوخ والشباب.
كما أن المخدرات لم تكن مثلما كان الوضع في الفترة السابقة ، وهو أنها كانت مقتصرة على نوع أو إثنين فقط ، فبعد الإحتلال البريطاني انتشرت أنواع كثيرة جدًا وأشكال جديدة.
محاولة إنتشار ثقافة القنب
لقد تم ملاحظة أن الشعب المصري ينتشر بينه ثقافة تعرف "بثقافة القنب" بشكل كبير جدًا فأصبحوا لا يدخنون نبات القنب فقط بل بالإضافه إلى ذلك تم صناعه مشروب من نبات القنب وعمل ما يسمى "ببوظة القنب" وهذه يتم تجميعها مع زوان مسكر وبنج أسود ، مضاف إليه مزيد من تدخين الشيشه ، كما أنه تم استخدام نبات القنب في" الجوزا" وهي أنابيب المياه التقليدية.
وفي الفترة الأولى من إحتلال بريطانيا لمصر كان الحشيش أكثر المخدرات انتشارًا فأصبح الحشيش الذي يتم استهلاكه سنويًا ما يقرب إلى 65 طنًا ، وذلك لإن القنب الذي كان يتم صنع منه الحشيش كان يتم زرعته بمصر ، ولم تكن هناك أي عقوبة لزراعة "القنب" الذي يصنع منه الحشيش ، وفي عام 1899 تم إصدار قانون ينص على :
( فرض غرامة وقدرها 50 جنيهًا على كل من يزرع فدان من القنب أو حتى زراعة جزء من الفدان ) ، وبعد صدور هذا القانون قلت زراعة الحشيش في مصر ، وكان يتم تهريبة ودخوله إلي مصر من اليونان ، وثمن الكيلو الواحد في عام 1906 كان يترواح مابين 30 لـ 60 جنيهًا.
محاولة تدمير مصر بالأفيون
فإن الأفيون كان مصدره هو تركيا وفي الثلاثينيات من القرن العشرين كانت هناك محاولات لمطاردة زراعة خشخاش الأفيون في مصر ، واستطاعوا رجال الشرطة في مديرية أمن أسيوط إقتلاع حوالي ما يقرب إلى 500 فدانًا من الأفيون.
محاولات القضاء على القنب
وفي عام 1980 أشارت الدراسات المصرية إلي أن التدخين كان هو الأكثر انتشارًا وشيوعًا في تلك الفترة ، وكان يتم استهلاك القنب بنسبه 89.4% ، كما أن الحشيش الذي يتم طبخه بالزبدة والنكهه ويتم خلطه بالسكر كان يصنع في الحلوى التي تعرف في مصر باسم "الجراويش أو المنزل."
وكان يزرع نبات القنب في شبه جزيرة سيناء وذلك في صعيد مصر ، وكانت تتركز التجارة أيضًا إلى حد كبير في سيناء ، مما أدى إلى أن أصبحت تلك المنطقة هي الهدف الرئيسي من أجل الاستئصال والقضاء على تجارة وانتشار "ثقافة القنب" ، وبالفعل فقد تم في عام 1994 القضاء على"7 ملايين من نبات القنب،و 10.3 مليون من نبات الأفيون."
هدف بريطانيا ليس السعادة بل كان الدمار
فقد استخدمت بريطانيا الحشيش في مصر ليس من أجل إسعاد الشعب بل بهدف التهدئة لكل الصاخبين والحد من الثورة وانتزاع غضب المثقفين ، فكانت تريد تفتيت قدرات الشعب ونشاطه حتى يصبح هذا الشعب عاجزًا عن استجماع إرادته ؛ فكان الإستعمار البريطاني يريد أن يدمر الشعب بالمخدرات مثلما فعل في الصين حيث قام بتدمير الشعب بالمخدرات ، وقد تم تشتيت وحدة الكلمة والرأي فيه.