كتب : إسلام محمد
البلطجة ( هي التي يقوم بممارستها البلطجي بمصر أو التَشْبيح ويُمارسها الشَبّيح )
هي نوع من أنواع الأنشطة الإجرامية ويقوم كل من يمارسه بفرض سيطرتة على شخص أو عدة أشخاص ، ويقوم بإرهابهم وتخويفهم وذلك عن طريق الأعتداء عليهم والتشويه بهم واحيانا قتلهم للسرقة أو إسكاتهم عن الإبداء بالرأي وإغلاق الطرق وترهيب المواطنين ورمي الحجارة وإحراق الأبنية.
وقد انتشر ذلك المصطلح بصورة كبيرة بعد حدوث ثورة الربيع العربي وذلك لإن الأنظمة العربية قامت بإستخدامة كأدوات لقمع كل المعارضين لهم.
لماذا انتشرت ظاهرة البلطجة فى مصر ؟
وبحسب تقرير قامت وزارة الداخلية بإصدره مؤخرًا، لمعدل الجريمة بمصر في عام 2018، متضمن ترتيب محافظات جمهورية مصر من حيث حسب معدل الجريمة ، حيث تصدرت الدقهلية والقاهرة ومحافظة القليوبية والغربية في أول التقرير لأنهم أكثر المحافظات في الارتفاع لمعدل الجرائم فى مصر.
ووفقاً لتقارير عن سبب الارتفاع في حدوث الجرائم كان بسبب انتشار الأسلحة النارية ، وإخلاء سبيل الكثير من عناصر الإجرام ،وانتشار الظاهرة التي تعرف بظاهرة العنف ،والتأثيرات الناتجة عن أعمال الفن كالأفلام والمسلسلات والانعكاس التي تسببة مما تجعل المواطنين بتقليدها.
كما أكد التقرير الذي صدر عن قطاع الأمن للحصاد السنوي لجهود الأمن، زيادة لمستوى الجرائم وذلك بنسبة 5% في عام 2015، وفي عام 2016 بنسبة 7% ، وفي بداية 2017 كانت النسبة 10%، وكانت هاك زيادة في عام 2018، حيث زادت النسبة إلي 5٪ بالإضافة إلي تم القبض على كل مرتكبي الجرائم والبحث عن الهاربين.
ومن أسباب إرتفاع البلطجة
1- المخدرات والبطالة
تقول أستاذ القانون الجنائي الدكتورة فادية أبو شهبة، إن ظاهرة الارتفاع في معدل الجريمة والانتشار في جرائم وأعمال البلطجة ترتبط بالتعاطي للمخدرات والبطالة بالإضافة إلي عدم التربية بدايه من قبل الأسرة ، وألافلام ومسلسلات البلطجة والعنف التى تدخل كل بيت.
2- انشغال الأسرة عن التربية
وتابعت الحديث، بأنه يجب أن يكون هناك رقابة شديدة على الدراما والسينما والإعلام ، والإنهاء على تعاطي المخدرات، والاهتمام بالشباب وذلك بسبب أن الأسر لا تقوم بالدورالأسري في تنشئة الأبناء بسبب الانشغال بالعمل وجمع الأموال لسد الاحتياجات أو بسبب التطوير الذي حدث بوسائل التواصل المعلوماتية مثل الإنترنت و"مواقع السوشيال ميديا".
وبذلك لا تقوم الأسرة وحدها بتنشئة الأبناء، ولهذا فأن المؤسسات التنشئة الاجتماعية للأبناء أصبحت كثيرة، وقد نحذرت من أن الأصدقاء السوء هما من يلعبون دوراً كبير في عملية انحراف الشباب، كما وضحت أن المسئولية الكبيرة في التربية بتقع على الأسرة ويجب أن تكون رقابة الأسرة بالمقام الأول، ولكن بسبب جهل الأسرة بقواعد التربية الصحيحة أو غياب الأب للعمل أو دخول أحد أفراد الأسرة السجن فعدم كمال الاسرة والتنشئة السوية يؤدي إلى ضياع الأبناء.
3- ضعف التواجد الشرطي
وأكدت أن ضعف تواجد الشرطة فى الاحياء الشعبية مقارنتها مع زيادة عدد الإسكان كل سنة ، يجعل أعمال البلطجة في زياده فى الكثير من تلك المناطق ، وإنشاء شرطة من نفس الأهالى وتكون على معرفه بالاهالى تكون عين للشرطة داخل تلك الأحياء الشعبية ، وللبلاغ عن المخالفات التى تحدث بها.
كما أن الدولة لا يمكنها نشر الضباط وأفراد الشرطة بجميع الشوارع والحارات ، مؤكدة على ضرورة التقنين لذلك الأمر والقيام بعمل ترخيص لهم ولكن بشروط وأن يكونوا تحت المراقبة من أجل ألا تتحول الشرطة الجديدة وأن تقوم باستغلال النفوذ على الأهالي وذلك باسم الشرطة ، مثل فيلم "هي فوضى" الذي كان الضابط "حاتم" يفرض فيه إتاوات على المواطنين.
4- بطء إجراءات التقاضي.. وتأخر تنفيذ الأحكام
إن الإجراءات القضائية وتأخر تنفيذ الأحكام ،من العوامل المؤثرة تأثيرا كبير على زيادة اعمال البلطجة والجريمة، مثل قواضي النساء المطلقات يتأثرون من بطء الإجراءات للتقاضي فتقوم البلطجية باللجوء لعملية اقتحام لشقة الزوجية والحصول على "العفش" أو لجوء ورثة أراضي زراعية للبلطجة عند تقسيم الأرض عوضا عن القضاء، منوهة إلى أهمية السرعة في إجراءات التقاضي.
5- مؤسسات الدولة والتوعية
وأشارت بضرورة قيام الإعلام بعملية توعية ووعي للمجتمع بالتصرف الإجابي وبناء الثقافة ، موضحا الدور الأساسي للتنوير والتثقيف والتوعية السليمة ، وهو مايقوم ببناء العقل والوجدان للمواطن ويكون ذلك بالشكل الجيد ، وهذا ينعكس على السلوك العام فى الشارع المصري ، مؤكدا أن غياب الدور الفعال لوزارة الثقافة والمؤسسات الدينية ومراكز الشباب والمؤسسة التعليمية ، ينتج عنها الفوضي والانفلات الذي نعيشه في الشارع ، مشدداً على ضرورة زياده جهود هذه المؤسسات لبناء الإنسان.