و في أوكرانيا المثل و الدلالة ..
في الحرب الروسية الأوكرانية يتداعى المعنى الكامل لصراع الإنسانية على هذا النحو المريع .
فمن ناحية جسد الرئيس الأوكراني زيلانيسكي كيف يمكن لرئيس دولة أن يأخذ شعبه نحو مهلكة حقيقية إرضاءاً لقوى كل همها هو السيطرة على البشرية و مصادرة ثرواتها و خيراتها في أيديهم لتبقى القطب الأوحد الجاثم على صدر الإنسانية..
فالرئيس الأوكراني ضرب مثلاً صارخاً لكيف تكون التبعية حتى و لو كانت على حساب دماء بني جلدته ، و مع انزعاجي و ألمي الشديد للضحايا من الشعب الأوكراني الذي أساء اختيار رئيسه رغم كل بروباجندا الغرب حول تصديره للمجتمع الدولي على أنه الرئيس الضحية هو و دولته و ما هو في الواقع سوى ألعوبة نجح الغرب في تشغيلها لصالحه حتى آخر مواطن أوكراني ..
و يبقى ما رشح من هذا الصراع و ما يخص الإنسانية على وجه التحديد أنه قد أماط اللثام عن جريمة خبيثة كانت و لا زالت تستهدف البشرية على إطلاقها..
فالرئيس الأوكراني لم يرقَ حتى للحسابات الأولية لأي مبتدأ في علم السياسة و التي تقول أن مصارعة القوة النووية الأولي في العالم إنما هو ضرب من ضروب الجنون و الانتحار حتى و إن ملك في جعبته وعود و تطمينات غبية للدفاع عنه و مساندته ..
و على الجانب الآخر
فإن معركة روسيا في أوكرانيا على ما يبدو قد عطلت إلى حين جريمة أهل الشر في العالم لنشر موجات متلاحقة من الفيروسات و الأوبئة و الأمراض القاتلة التي كادت أن تقضي على البشرية بلا حروب ، و لكن شاء المولى الكريم وشاءت الأقدار أن تدخل روسيا إلى موقع الجريمة و تكتشف كل هذا و تنقذ العالم من مؤامرة شريرة و ستثبت الأيام أن ما أعده أهل الشر للبشرية من موجات تلك الفيروسات القاتلة و التي تتضاءل بجانبها جائحة كورونا و الشاهد على ذلك كله عشرات المعامل السرية الإجرامية التي يرعاها أهل الشر في أوكرانيا و غيرها من بلدان العالم ..
لذلك فقوى الشر التي تحاول طمس معالم هذه الجريمة و تُجيش نفسها و تجمع بقاياها و تحشد منظمات المجتمع الدولي حتى لا يتم فضحها و فضح مخططها الأعظم تقاوم بلا هوادة أي محاولة لفتح هذا الملف في مجلس الأمن الدولي رغم ما أعلنت عنه روسيا من وثائق دامغة تفضح الجريمة و بغض النظر عن غضبنا و ألمنا لما يعانيه الشعب الأوكراني من دمار و تشتت و ضياع – فهذا شيء مؤلم إنسانياً- .. مؤلم لنا جميعاً
و لكن الوجه الآخر الحقيقي أن هذه الحرب منعت جريمة كادت أن تودي بحياة مليارات البشر وتسقط معها الكثير من دول العالم ..
يتبع ..
دنيا عوض عبده