كتبت : مرام حسن
هناك الكثير من الأشخاص يعانون من التفكير الزائد في الأمور بشكل مزمن، فإنهم يستعيدون في عقولهم مواقف وحوارات كثيرة من الماضي طوال الوقت حتى في فترة انشغالهم.
فالتفكير المفرط : هو التفكير المستمر فترات طويلة زيادة عن اللزوم و بدون داع في أمر ما أو عدة أمور معًا من الماضي مما يجعل الإنسان يتخيل احتمالات ونتائج غير واقعية تجعله يشعر أنه مخطئ دائمًا في قراراته و اختياراته، وشعوره بالقلق والخوف المستمر والتوتر النفسي.
التفكير المفرط في علم النفس :
ذكر الطبيب النفسي "جيفري هوتمان" : أن التفكير الزائد و تحليل الأشياء بصفة مستمرة يقضي على العواطف و الأفكار الخاصة بالشخص، كما يتضمن "الإجترار" و هو شعور الفرد بأنه عالق ذهنيًا في المواقف و القرارات التي إتخذها من قبل.
كما ذكرت "هيلين أوديسكي" عالمة النفس الإكلينيكي : أن معظم الناس ينشغلون في كثرة التفكير لحل المشكلات ولكن ما يحدث أنهم يصبحون عالقون في الحلقة، و أنهم لا يقومون بحل المشكلة فعلًا.
وقال العالم "نيكولاس بتري" : أن العيش في الماضي وكثرة التفكير في المستقبل يبعدنا عن الحاضر فنكون غير قادرين على إكمال خططنا الحالية.
أسباب التفكير المفرط :
معاناة الفرد من الاضطراب النفسي كالوسواس القهري والقلق والتوتر الدائم والخوف من إتخاذ أي قرارات جديدة، وعدم الشعور بالاستقرار وقلة تقدير الذات.
والصدمات السابقة تعد أحد أسباب التفكير الزائد إذا لم يستطع الفرد التكفل بها بالشكل الصحيح فإنها ستصبح هي السبب الذي يجعل الشخص يقوم باللجوء إليها عندما يمر بتجربة تشبهها فيفكر بها كثير ويقوم بتحليلها من جميع الجوانب خوفًا من تكرار الموقف.
يرتبط القلق بالتفكير الزائد ارتباطًا وثيقًا ويعد القلق من أبرز أسبابه الرئيسية و يليه الخوف، فيتخيل الشخص أسوأ السيناريوهات و النتائج عند تفكيره بشيء ما، ويكون الشخص دائم القلق فيما يجب أن يقال و ما لا يجوز قوله، شعوره بالخوف من الفشل ونظرة المجتمع له و من تكراره التجارب الماضية الصعبة التي كانت نتيجتها سيئة.
أضرار التفكير :
التأثير السلبي على الصحة الجسدية و العاطفية، فالتفكير أكثر يعني حياة أقصر، والتأثير السلبي على عدد ساعات النوم فكثرة التفكير في ساعات متأخرة من الليل يسبب الشعور الدائم بالإرهاق والإجهاد وقلة النوم.
فالتفكير الزائد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب و القلق المزمن واضطرابات الشخصية، والتأثير سلبًا على المهارات الإبداعية و المهارات الاجتماعية.
وكثرة المبالغة في التفكير تتسبب في اضطرابات الشهية، فقد تجعلك تفقد الرغبة في تناول الطعام أو تبالغ في تناوله في محاولة تقليل التوتر و التفكير.
أهم العلامات التي تدل على أن الشخص مصاب بالتفكير :
يسأل نفسه الكثير من الأسئلة من نوعية " ماذا لو…".
يتذكر اللحظات المحرجة في ذهنه بشكل متكرر.
يعاني من قلة النوم بسبب عقله الذي لا يتوقف عن التفكير.
يركز تفكيره معظم الوقت بالمعانى الخفية بما يقوله الناس.
كيفية التغلب على التفكير المفرط :
عند انشغالك في التفكير الزائد عليك أن تجلس في وضع يشعرك بالراحة ثم تقوم بتمارين للتنفس بشكل عميق مما تساعد أن تتوقف عن التفكير و الذي يتم من خلال وضع إحدى اليدين على القلب و الأخرى على البطن والتنفس ببطئ بواسطة الأنف حتى يمتلئ الصدر بالهواء فتقوم بكتم النفس للحظات ثم تخرجه من الفم.
أو إشغال الوقت بممارستك لأي نشاط تحبه مثل اللجوء للرسم أو ممارسة الرياضة أو مشاهدتك لفيلمك المفضل أو الخروج مع أصدقائك للتخلص من هذه الأفكار.
الإكثار من تمارين التأمل ستساعدك على تصفية ذهنك من كثرة الأفكار فهي تعمل على تقليل التوتر و القلق و التفكير الزائد في الأمور.
ويعد التخلص من الخوف من أبرز حلول التغلب على التفكير المبالغ فيه، فيجب على الإنسان أن يواجه خوفه سواء كان سببه فشل سابق في الماضي أو الخوف من فشل في المستقبل، فكثير من الناس يطمحون إلى الكمال ولكنهم غير مدركين أن بلوغ الكمال فكرة ليست واقعية، وأنه يجب عليهم تقديم أفضل ما لديهم وتقبله والرضا به.
الذهاب إلى مختص و يعد هذا الاختيار من أفضل الحلول لأنه يختصر الكثير من الوقت لتلقي الدعم و الخطة العلاجية المناسبة.