كتبت أحلام أبو صالح
قام شاب بذبح بقرة، فكانت النيجة قتل أمه؛ ليتحول فرح العائلة بعرس ابنتهم إلى حداد مملوء بالدم والبكاء.
في ولاية " أوتار بردايش" الهندية ، كانت تستعد عائلة مسلمة لزفاف ابنتهم "ربيعة" ، المقرر عقده في 22 مايو.
وفي يوم السبت 14 مايو، قام عبد الرحمن شقيق العروس بذبح بقرة، كجزء من الاحتفال، وهنا كان الخط الفاصل بين احتفالهم وبين مقتل والدتهم.
فقدم أكثر من 20 فردًا من شرطة المنطقة، لإلقاء القبض على عبد الرحمن ، بعد أخبار وصلتهم من بعض الهندوس بإهانة مقدساتهم، وعندما قاومت الأم الخمسينية عملية الاعتقال ، سقطت ميتة على الفور بنيران الشرطة، وفقًا لرواية ذوي الضحية.
وتلك القضية أشعلت الرأي العام الهندي، وعلق الناشطون على مواقع السوشيل ميديا " كيف تعطى حياة الأبقار في الهند أهمية أكبر من أرواح المسلمين؟".
كما توالت أحداث كثيرة في السنوات الأخيرة، بقتل كل من يتعرض للمقدسات أو ينتقدها، وبطرق وحشية جدًا ، وكلٌ يبرر فعلته بأن هذا مقدس في ديني .
البقرة رمز ديني مبجل لدي الهندوس، فهم يعتبرونها سببًا في نهضة واستمرار الأمة الهندية، وتمثل رمزًا للخير الإلهي؛ باعتبار أنها تعطي أكثر مما تأخذ فهي تتغذى على العشب والماء فقط ، وتنتج الحليب، الزبدة، الجبن والأسمدة، بالإضافة لاستخدامها في الحراثة، وإنتاج الغذاء النباتي.
وقد وصفها الزعيم الهندي السابق" غاندي " بـ أم كل الهنود ، بل أن هناك نسبة كبيرة من الهندوس يعظمون كل الكائنات الحيوانية المنتجة ولا يجيزون قتلها؛ لما تقدمه من خير للبشر.
ولكن يبقى السؤال الأهم... هل يبرر التعرض للمقدسات الدينية في أي مكان ردود الأفعال العنيفة هذه والتي تصل إلى حد القتل؟