كتبت أية أبو الغيط
التنمر سلوك عنيف ومؤذي لمن حولك أشبه برصاصة صائبة كسرت بها خواطر من سخرت منهم ؛ وليس لك الحق أن تتنمر أو تسخر من أحد فقد نهى الله عنه في قولة تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُم) {الحجرات:11}.
فالتنمر يسبب الأذى والألم النفسي الذي قد يصل بشخص للانتحار أو إيذاء النفس بسب كلمة أو تعليق سلبي كسرت به خاطره.
فبأي وجه حق تتنمر وتسخر من غيرك وتزيد من معاناتهم وتحكم على أحد وتضع معايير للشكل والجمال وتأخذ من معاناة الناس وألمهم مجال للسخرية و الإيذاء النفسي.
وحدث ذلك قريباً في مصر في واقعة التنمر من أحد المعلقين على موقع التواصل الاجتماعي على صورة "منال حسني " بطلة إعلان مستشفى "أهل مصر" للحروق و المصابة بحروق في الوجه نتيجة تعرضها لحريق فقدت فيه ثلاث من عائلتها وخضعت ل ٢٣ عملية تجميل لعلاجها من إصابات الحروق.
وأثرت تلك الواقعة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وقامت الدكتور هبة السويدي مؤسسة "جمعية أهل مصر" لعلاج ضحايا ومصابي الحروق بوضع سكرين شوت لتعليق ذلك الشخص.
والحقيقة أن واقعة التنمر تلك ليست الوحيدة بل هناك الكثير غيرها والتي تحدث يومياً دون مراعاة لمشاعر الآخرين؛ والتنمر حرام شرعاً وهذا ما أعلنته دار الإفتاء المصرية وذلك لأن الشريعة الإسلامية حرمت الإيذاء بكل أشكاله.
وهناك عقوبات صارمة وضعها المشرع المصري على الغير وعقوبات التنمر وفقاً للمادة ( ٣٠٩ مكرر ب) هي معاقبتة بالسجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن ١٠ ألف ولا تزيد عن ٣٠ ألف جنيه.
وتشديد العقوبة في حالة التنمر على الأشخاص ذوي الهمم وفقاً للمادة رقم ٥٠ الصادرة بالقانون رقم ١٠ لعام ٢٠١٨ بتشديد العقوبة ليصبح السجن مدتة لا تقل عن عامين وغرامة لا تقل عن مئة ألف جنيه ولا تزيد عن مئتان ألف جنية أو بأحدي هاتين العقوبتين.