الحرب في معاركها المتنوعة تفرض علينا الانتباه و الحذر ، و واحدة من هذه المعارك هي معركة الوعي و الثقافة ، فالثقافة هي الوعاء الأشمل للوعي ، و لذا فإن معركة الثقافة هي ذاتها معركة الوعي ، و قد يستهجن البعض الحديث عن أن التصدي لحملات التشكيك و الإحباط و تزوير الوعي العام ، أن نسميها حرب و رغم أنها بالفعل أخطر الحروب و أشرسها.
و سنجد معركة الوعي في كل حالاتها بمثابة صراع حقيقي بين أهل الشر الذين يحاولون طمس معالم الوطن و مسح عقول العامة من حقائق و أبجديات البناء الاجتماعي الوسطي المعتدل في مصر ، فنحن في معارك متصلة و شاملة حتى و إن بدت على غير ذلك ، فماذا نسمي مثلاً الحرب البيولوجية التي تمارس بحق البشرية و تضرب المجتمع الإنساني كله بالفيروسات القاتلة .. أليست هذا ترويع و حرب شاملة على الإنسان ..؟!
أليس تعدي القوى الكبرى الظالمة في العالم على موجودات و ثروات الشعوب الناهضة .. أليست هذه حرب ضروس !؟
و ما تلعبه الجماعات الإرهابية و من على شاكلتها كوكيل مباشر لقوى الشر العالمية .. أليس ذلك وجه من وجوه الحرب ..!؟
إذن نحن الآن في حرب ذات معارك متنوعة .. و إن لكل معركة وقتها و لها ضروراتها بقدر خطرها..
فعندما نتكلم عن الوعي العام فنحن نواجه آلة جهنمية جبارة من الكذب و التلفيق و التضليل ..
و عندما نتكلم عن معركة الثقافة ، فنحن نواجه حالة شرسة من تشويه التاريخ و التراث و ضرب رموز الوطن ..
و عندما نواجه جشع التجار ذاته ، فإننا إيذاء معركة المعيشة اليومية للمواطن
( لقمة العيش) ، و المراد من كل هذا هو تيئيس هذا المواطن و من ثم السيطرة عليه و توجيهه لمعاداة الوطن ، فيقف حجر عثرة في بناء الدولة و مؤسساتها التي هي عماد الوطن و تجسيد وجوده .
إذن هي كلها معارك و معارك ممنهجة ، و من يفهم غير ذلك فهو واهم ، فنحن في حرب شاملة لها بعدها الدولي .. و لها إيقاعها المحلي ..
و هنا يتجسد دور المثقف الحق في وعيه بكل هذه الحروب و تصديه لكل تلك المعارك و في توصيل رسالته للناس ، غير ذلك يصبح شأننا كشأن الدابة التي قتلت صاحبها .. أو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وقت الخطر .. أو وقت الحرب .
رائع ربنا يوفقك
ردحذف